يحاول الاعلام الغربي النيل من ايران عبر محاولات فاشلة لابراز مسار السباق الانتخابي ضمن اطار يكمل المسار الطبيعي والتاريخي للغرب وادواته بهدف كسر المكانة التي تتمتع بها ايران على الصعيدين الاقليمي والدولي.
اصبحت مسألة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الايرانية او عدمها موضوعا حساسا للغاية بالنسبة للعالم الخارجي، حيث تقوم وسائل الاعلام الغربية والسعودية ببذل كل جهودها هذه الايام للتعتيم على الاوساط السياسية في المنطقة داعين العالم اجمع بعدم الاعتراف بهذه الانتخابات.
ان مشاركة الشعب الايراني في الانتخابات الايرانية هو دليل على وجود الديمقراطية في منطقة نادرا ما يُعطى فيها حق ابداء الراي، والسعودية هي احدى دول المنطقة التي لا تعرف معنى للديمقراطية ولا لحرية الانسان ولا حق التعبير. فها هم مجددا يقومون بحملة تشويه للجمهورية الاسلامية ويوجهون حملات اعلامية ضدها ويعتبرون ان انتخابات رئاسة الجمهورية ليس لها ايه مصداقية وغير صحيحة.
فكما هو واضح بالنسبة للجميع ان السياسة الاقليمية للنظام السعودي وتوجهاتها التخريبية تجاه الجمهورية الاسلامية الايرانية وباقي الدول قد تسببت في خسارة معظم ثروات دول الجوار وحولت المنطقة الى مركز وساحة ملعب للشركات الغربية والامريكية، ووفرت ارضية للتدخل الاجنبي في سياسة هذه المنطقة الحساسة، واوجد الذرائع والدعم للقواعد العسكرية وللقوات الاجنبية والامريكية في المنطقة.
السياسة الاقليمية للنظام السعودي وتوجهاتها التخريبية تجاه ايران قد تسببت في خسارة معظم ثروات دول الجوار وحولت المنطقة الى ساحة حرب,
ان ما شهدته هذه المنطقة وما لحق بها من اضرار وتخريب ونهب للثروات وتدمير من النظام السعودي الذي يروّج للكراهية والعنف في المنطقة من خلال ارتهان المجلس واجتماعاته وفرض آرائه الهدامة، ان النظام السعودي وبعض الدول قامت بتدخلات غير مسؤولة في دول اخرى سببت قتل مواطنين ابرياء خاصة في اليمن وانتشار انعدام الامن والارهاب في المنطقة، هم يحاولون من خلال فرض الحروب والهجوم السياسي على الدول والغاء شرعية دول المنطقة وبالخصوص الجمهورية الاسلامية الايرانية الى التستر على جرائمهم ضد حقوق الانسان والتهرب من العقاب الدولي.
يجب على دول الخليج الفارسي (السعودية) والدول الغربية والولايات المتحدة ان تعيد النظر في وجهات نظرها لقضايا المنطقة التي لم تسفر على مدى عدة عقود عن شيء سوى العداء، حيث تصر بعض هذه الدول على الاستمرار والمضي بالمسار الخطأ والهجوم على ايران والتمسك بمشروع الايرانوفوبيا القديم.
ان ما تقوم به هذه الدول ما هو الا حقد وغيرة لعدم امتلاكها للجو الديموقراطي في بلادها وانعدام حرية التعبير وزوال حقوق الانسان في مؤسساتها.
هل يعكس السباق الانتخابي في ايران ديمقراطية مفقودة لدى اغلب الدول؟
كما يجري ومع كل انتخابات رئاسية تخوضها اية دولة تتمتع بدور بارز وكبير وحساس في المنطقة توجهت الانظار اليوم للانتخابات الرئاسية في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
الاعلام الغربي المبني على الاكاذيب والذي يبدو انه باتت جزءا من اهدافه في توجهه للرأي العام، يحاول النيل من سمعة الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر محاولات فاشلة الغرض منها كسر المكانة التي تتمتع بها ايران على الصعيدين الاقليمي والدولي.
ومن خلال مراقبة مجريات السباق الانتخابي يمكن الخروج ببعض النتائج التوصيفية، والتي نشير اليها في التالي:
- على الصعيد اللانتخابي العام، تشهد ايران كل اربع سنوات انتخابات رئاسة جمهورية ونواب البرلمان واعضاء المجالس البلدية، فيما يتم اجراء انتخابات مجلس خبراء القيادة كل ثمانية سنوات، وبحسب الإحصاءات الرسمية الإيرانية واحصاءات وكالات الأنباء العالمية، فإن الناخب الإيراني يتعاطى مع هذه الإنتخابات على اختلافها، بأنها انتخابات وطنية واستحقاق محلي مهم، حيث سجَّلت كافة الإنتخابات التي جرت نسبة تفوق الـ 60 % من المشاركة.
- على الصعيد المُتعلق بالمواطن، فإن مراقبة مجريات الإنتخابات الحاصلة، ومثيلاتها السابقة، وتقييمها بشكل موضوعي، يُبرز وجود رؤى سياسية مختلفة بين المرشحين، تخص السياسة الداخلية، وهو ما يُعبِّر عن توفُّر حقوق المواطن المدنية والتي تتعلق بأحقية العمل السياسي وحرية الطروحات من جهة، وترك حرية الإنتخاب لدى المواطن من جهة أخرى.
في حين يتعاطى الناخب الإيراني على أن الإنتخابات الرئاسية هي كغيرها من الإنتخابات، جزء يتعلق بحقه الذي يجب أن يُعبِّر عنه، وهو ما يتبيَّن من نسبة المشاركة وامتدادها الجغرافي على مساحة الوطن وصولاً الى المناطق الحدودية، فيما يمكن ملاحظته هو حجم التدفق للمشاركة بحملات المرشحين.
- من الناحية التنظيمية، تتميَّز الإنتخابات الايرانية بالعديد من الخصائص والتي لا يتم ملاحظتها في أغلب الدول، حيث يتضمَّن التنافس بين المرشحين حق جميع الأحزاب والمجموعات السياسية التابعة لها، انتقاد الأطراف الأخرى، في حين يحكم الإنتقاد لغة العقل والمنطق، ضمن سقف القانون والسياسيات المبدئية التي ترعاها مبادئ الثورة الإسلامية، ويُلاحظ حضارة في الحوار وقدرة على استيعاب الإنتقادات الأخرى ومناقشتها.
- من الناحية الإعلامية، تختلف وتتفاوت الخطابات الإعلامية والتي تتعلق بكل مُرشَّح وماكينته الإنتخابية، لكنه يُلاحظ وجود وحدة في المبادئ الخطابية، حيث يُركِّز المرشحون على أهمية مراعاة مصالح الأمن القومي الإيراني كافة، والمحافظة على قوة الردع مقابل الأعداء، ونسج السياسات الخارجية على أساس مراعاة مصالح الشعوب، ودعمها في محاربة الإستكبار الذي تُمثله سياسة أمريكا وحلفاءها.
إيران نجحت حيث فشل الآخرون
يمكن تقييم مشهد السباق الرئاسي الإيراني كالتالي مع الأخذ بعين الإعتبار أن السباق الإنتخابي الإيراني وعلى الرغم من تميُّزه بالتعددية التنفيذية للسياسات، الا انه لم يخرج فيه خطاب المرشحين عن إطار العقل الموحَّد ثقافياً وسياسياً وأمنياً وعسكرياً والذي يُرسخه الوعي الذي تتصف به النُخب الإيرانية. في حين شهدت الإنتخابات التي أجرتها العديد من الدول، خروج خطاب المرشحين عن مبادئ الوحدة الوطنية وصولاً الى اتهامهم لبعضهم البعض بالعمالة والخيانة والتواصل مع سفارات الدول الأخرى، وهو ما يزال محلَّ تدوال هذه الدول نفسها.
إن ملاحظة القراءة السابقة فيما يتعلق بالمرشحين وإدارتهم للسباق، يدل على أن الإختلافات في السياسات التنفيذية والتي تتعلق بالشؤون الداخلية هي اختلافات طبيعية تُظهر حجم التعددية والحرية التي لا يضمنها فقط النظام السياسي للجمهورية الإسلامية بل يحميها أيضاً.
في حين يظهر جلياً وجود تناغم وانسجام في خطاب المرشحين المتعلق بالسياسة الخارجية. والذي يعني أن أي مرشّح سيُساهم في تحقيق استمرار وثبات السياسة المبدئية لإيران تجاه شعوب المنطقة وأمام التحديات المختلفة والمتعددة، وهو ما يختلف عما يجري في الدول الأخرى التي يكون واضحاً فيها ومنذ بداية السباق الإنتخابي وجود خلاف وتباين بين المرشحين حول السياسة الخارجية، بل تدخل السياسة الخارجية في بازار الإنتخابات ورهاناتها.
الدولة الإيرانية استطاعت الحفاظ على أمنها الوطني وتأمين كل مقومات النشاط السياسي الشعبي، وهو ما يُعتبر إنجازاً وتحدياً كبيراً بحد ذاته
يجب مراعاة جذور الأمن الإجتماعي الذي تتميز به إيران كدولة حاضنة للنظام، الأمر الذي يُساهم في توفير كافة المتطلبات اللوجستية لحصول الإنتخابات على مساحة الوطن بأسره، لا سيما ما يختص بالشأن الأمني. حيث أن إيران، تقع ضمن جغرافيا سياسية فيها العديد من الدول التي تشهد نزاعات وحروب وتفتقد للإستقرار، لكن الدولة الإيرانية استطاعت الحفاظ على أمنها الوطني وتأمين كل مقومات النشاط السياسي الشعبي، وهو ما يُعتبر إنجازاً وتحدياً كبيراً بحد ذاته.
اما فيما يخص التغطية الإعلامية، يُلاحظ وجود موضوعية في نقل مجريات السباق الإنتخابي ليس كبقية الدول، حيث أن المرشحين يتوزعون على كافة وسائل الإعلام وبشكل متساوي وهو ما يضمنه النظام الإيراني الراعي لحقوق المرشحين ويراقب حُسن سيره وتطبيقه حيث يتم تأمين فرص دعائية وإعلامية مساوية وعادلة وهو ما يختلف عن الدول الأخرى، والتي نجد أن إعلامها كان مُتحيزاً لطرفف دون آخر.
حيث ضجَّت وسائل إعلام عالمية بالحديث عن حجم الدعم المالي الذي قام أحد المرشحين بتقديمه للإعلام من أجل مساندته في حملته الإنتخابية خلال السباق الإنتخابي الأمريكي على سبيل المثال. إذن، يمكن القول أن إيران نجحت حيث فشل الآخرون، وهنا فإن المقارنة لم تكن لهدف المقارنة أو الإعتراف بالنماذج الغربية كمعيار، على قدر ما هدفت لتسليط الضوء على بعض الحقائق التي تُعبِر عن الديمقراطية والتي تجري في ظل نظام الجمهورية الإسلامية، وتفتقده الدول التي تتغنى بالديمقراطية وتقدم نفسها على أنها مدرسة في ذلك!.