الجمهورية الاسلامية التزمت بالاتفاق النووي وجعلت مفتشي الوكالة الدولية رقيبا على انشطتها النووية السلمية بشكل طوعي ولم تدخر معلومة ولم تخف ما يمكن ان تستغله اميركا واوروبا وقد ايدت ذلك تقارير الوكالة التي وثقت الخطوات العملية والعلمية التي تقوم بها ايران خطوة بخطوة وهي لم تصدق حتى بالاشاعات التي كانت تروجها "اسرائيل" في هذا الاتجاه.
لقد وفرت ايران دائما فسحة من الوضوح والشفافية في ما تقوم به في منشآتها النووية ذات الطبيعة السلمية. وبعد ما تخلت اميركا دونالد ترامب عن الاتفاق فان الجمهورية الاسلامية عملت بكل الخطوات المعلنة وفقا للاتفاق النووي الذي يسمح لاي طرف بالتعويض عن ما خسره ازاء تنصل الاخرين.
الجمهورية الاسلامية تعرضت لعقوبات الضغوط الاميركية القصوى وقد عانى الشعب الايراني من تداعياتها ومع ذلك فانه صمد وصبر وتمسك بثوابته المبدئية محتملا اعباء اقتصادية ثقيلة تنوء بها الدول والامم المتقدمة.
وتعتبر ايران جملة الضغوط والعقوبات على انها ضريبة لالتزامها بمبدأ ولاية الفقيه وتمسكها بالاستقلال والسيادة الوطنية وهي تدرك بان اهداف ضغوط اميركا واوروبا ابعد من الموضوع النووي لانهما لا تريدان ايرانا مقتدرة وذات تاثير جوهري في مجريات الاحداث والتطورات بالمنطقة والعالم.
طهران باتت على مقربة من تفعيل قانون الاجراءات الاستراتيجية الصادر عن مجلس الشورى الاسلامي وليس يفصلها سوى ايام عن قرار تقييد عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمنشات النووية. فالقرار جاد وحازم وايران لا تمازح ولا تتهاون فيه لانها تعاونت بما فيه الكفاية مع الاطراف الغربية المعنية ولكن ذلك ووجه بالخرق والانتهاك والتلاعب اوروبيا واميركيا.
والاتفاق النووي نص قانوني دولي معروفة المواد والبنود والواجبات والمسؤوليات وان اميركا هي التي تخلت عنه ونكثت جميع وعودها وها هي اليوم تحاول خلق ذرائع للقيام بجولات جديدة من المفاوضات وكأنَّ عشرة اعوام من المباحثات العصيبة لم تكف حتى يتم البدء من جديد !؟
ان الجمهورية الاسلامية لم تعد تثق بالمواقف الغربية لانها اتضحت انها غير وفية ولاصادقة ولا امينة خلافا لكل ما اتفق عليه خلال عقد من المحادثات الشاقة. ومن المؤكد ان ايران ستكون مستعدة للوفاء بالالتزامات الواردة في الاتفاق النووي بلا تردد حينما تكون اميركا واوروبا جادتين في خطواتهما ومواقفهما بعيدا عن التسويف والخداع والمخاتلة.
بقلم الكاتب والاعلامي / حميد حلمي البغدادي