لقد قوبل هذا النجاح بالكثير من السعادة والفرحة من لدن شعوب الامة الاسلامية والعربية التي تيقنت من نبوءة كلام الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث الشريف المعروف (لو كان العلم في الثريا لتناوله رجال من فارس).
ومن المؤكد ان الامة لا يمكن ان تنكر فضل العلماء المسلمين الايرانيين في تقدم الحضارة والعلوم الانسانية على مر التاريخ. وازاء ذلك فانها تشعر بالفخر والاعتزاز لما حققته الجمهورية الاسلامية من انجازات استراتيجية ستخدم اهداف الامة في جميع المجالات.
وقد وصف الجنرال اميرعلي حاجي زادة قائد القوة الجوفضائية في حرس الثورة الاسلامية القمر الصناعي (نور1) بالمشروع العملاق وبانه مؤشر على اكتساب ايران الحصانة والقوة والمنعة بحيث لا يكون بامكان احد تهديدها.
المفاجاة التي قدمها العميد حاجي زادة خلال تصريحات صحفية له الخميس الماضي كانت باعلانه ان الجمهورية الاسلامية ستضع في المستقبل غير البعيد القمر الصناعي الآخر في مدرا اعلى من القمر (نور1) موضحا ان الانجاز الاخير تحقق بفضل الباري تعالى وبجهود المنظمة الجوفضائية للصناعات الدفاعية والشركات المعرفية وعلمائنا في الجامعات.
ومما لا شك فيه ان انجاز القمر (نور1) من حيث اطلاقه ووضعه في الفضاء الخارجي ولد صدمة عنيفة لدى الانظمة الغربية سيما اميركا ومعها بلا ريب الكيان الصهيوني لان الامر قد جرى بتكتم شديد ،فالاعداء يترصدون ايران دائما وعين الحاسد تبلى بالعمى.
ولكن الثابت وكما صرح الجنرال حاجي زادة هو ان الجمهورية الاسلامية تتبوأ اليوم مكانة عالية في مجال الصواريخ والدفاع الجوي والطائرات المسيرة وستبلغ مرحلة عالية في نادي الفضاء بعون الله سبحانه وتعالى.
لقد اصبح ممكنا لايران الوصول الى قمم المعرفة والتكنولوجيا الضخمة وهي تتحرك بخطى واثقة لكسر الحواجز وتحطيم العقبات كافة في ضوء التوجيهات الرشيدة لسماحة قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (دام ظله) الذي هنأ حرس الثورة بهذا الانجاز الراقي وشدد على المضي قدما في جميع الحقول التي تعزز قدرات البلاد في مواجهة التحديات الاستكبارية.
ان الحكومات الاميركية والاوروبية ما برحت تتربص حقدا بالجمهورية الاسلامية وتسعى بلا هوادة الى ثنيها عن بلوغ اسباب الاقتدار الذاتي عبر الحصار والعقوبات الاقتصادية الظالمة التي لم تنقطع حتى مع ابتلاء العالم بوباء كورونا.
وقد اعترفت صحيفة جيروزالم بوست الصهيونية قائلة: (من يظن ان الكورونا ستؤثر على السياسة الايرانية؟ لقد اوضحت طهران بانها لن تؤثر).
على صعيد آخر ردت الجمهورية الاسلامية بشدة على التصريحات العدوانية التي اطلقها دونالد ترامب والتي اوعز فيها الى البحرية الاميركية باستهداف اي سفينة او قارب سريع يعودان لايران اذا ما اقتربا من بوارجها.
لقد جاء الرد حازما وقاطعا من القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء سلامي من ان قطعاتنا البحرية تلقت الاوامر الحاسمة بضرب اية بارجة اميركية تتعرض بالعدوان لسفننا وزوارقنا في مياه الخليج الفارسي.
ان على الولايات المتحدة واوروبا وحليفاتهما ان تعلم بان الجمهورية الاسلامية تمتلك اليوم الجهوزية العسكرية الدفاعية برا و بحرا و جوا و بانها لن تتردد لحظة واحدة عن التعامل بقسوة وحزم مع كل من تسول له نفسه المساس بالامن القومي والاستراتيجي الايراني.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي