وكانت عملية طوفان الأقصى الشاهد الأول على المعجزات الربانية، التي أظهرت جمعا قليلا من المقاومين المؤمنين يقتحمون أشد حصون الصهاينة قوة ويحيلون قوة الكيان الصهيوني المزعومة إلى أشلاء متناثرة، ويكشفون عن زيف هذه الغدة السرطانية الخبيثة ووهنها أمام هجوم تم بأبسط أسلحة المقاومة.
عملية طوفان الأقصى أشعلت حربا مدوية ضد الكيان الصهيوني، لم يخض مثلها منذ تأسيسه، إذ امتدت جبهة الحرب ليكون الكيان مدكا لصواريخ فصائل المقاومة الإسلامية من عدة دول، وهي الحرب الأولى التي تطلق فيها الصواريخ على الكيان الصهيوني من جهات متعددة بما فيها غزة وجنوب لبنان والعراق واليمن.
والقرآن معجز في أحكامه وإخباره بالأخبار الماضية والمستقبلية، فهو الأصل الأول، والمعجزة الكبرى التي أيد الله تعالى نبيه بها، وقد أيده بالأصل الثاني وهو السنة النبوية، وفيهما العديد من البشارات التي هي بمثابة المقويات للإيمان والمثبتات لليقين.
وما كان أحد يظن، أن تلك المبشرات والآيات تتحقق وتظهر أمام أعيننا وعبر ما تنقله الشاشات، في "الوعد الصادق" الذي طافت صواريخه الأراضي المحتلة، إذ أعلنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أمس السبت، شن هجوم هو الأعنف على الكيان الصهيوني، رداً على استهداف الكيان قنصليتها في دمشق قبل عدة أيام.
الرد الإيراني جاء في عملية بمسمى "الوعد الصادق"، جسدت توعد قائد الثورة الإسلامية وقادة حرس الثورة وفصائل المقاومة، بالرد على هجمات الكيان الخبيث، وإنذاراً لحلفائه من دول الاستكبار العالمي، من قوة المؤمنين وفعالية عملياتهم وإمكانية وصول صواريخهم إلى أبعد نقطة في الأراضي المحتلة.
وتعقيبا على العملية، استشهد قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي، بآية "انا من المجرمين لمنتقمون"، كدلالة على الرد الإيراني على العدوان الصهيوني.
سماحة الشيخ قيس الخزعلي، رأى أن آية "وَالذَّارِيَاتِ ذَرْقًا فَالْحَامِلَاتِ وَقْرًا فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ"، تجلت في عملية "الوعد الصادق" التي دكت حصون الكيان الخبيث وأثبتت له ضعفه ووهنه أمام قوة الجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة في المنطقة.
وساند سماحة السيد كاظم الحائري، عملية "الوعد الصادق"، وأشاد بالعملية وبشر بالمساندة الربانية لها، إذ نشر آية "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمَىٰ".
أما أبو الاء الولائي، نشر آية "وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُول"، كدلالة على مشاهد الطائرات المسيرة الإيرانية والصواريخ التي وصلت إلى آخر نقطة في الأراضي المحتلة وضربت قواعد الكيان الصهيوني في كل بقاعه.
وعن قوة الرد الإيراني ومدى تأثيره على الكيان الصهيوني الخبيث، غرد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي، وأمين عام أنصار الله الأوفياء، الشيخ حيدر الغراوي، بآية "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ".
كما تجلى قول النبي صلى الله عليه وأله وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"، فلقد رأينا الرابطة العظيمة التي اجتاحت فصائل المقاومة الإسلامية في كل مكان لنصرة إخوانهم في غزة بشتى الوسائل.
فهذه بعض آيات الله التي تتجلى في الوعد الصادق على العالم كله، ولعل لهذا الوعد ما بعده، وربما هي صفحة من صفحات التاريخ بدأت بالطي، وفتح صفحة جديدة ليكتب فيها تاريخ جديد، ولا شك أنه لن يكتب إلا بدماء كثيرة وتضحيات عظيمة ونيات صادقة ونفوس كبيرة.
المصدر/العهد نيوز