فكشف عضو جمعية باريس للتحليل النفسي، الدكتور بافل كاتشالوف أن الناس معرّضون لتقلبات المزاج الموسمية، ويمكن أن يعانوا من القلق على خلفية الأخبار عن المعارك والعمليات الخاصة.
فالتدفق المستمرّ للأخبار السلبية يرفع مستويات التوتر ويزيد من أعراض القلق والاكتئاب. وقد يصل الأمر إلى مفاقمة المخاوف الشخصية والتسبب بردود فعل حادة وبعض أعراض اضطراب ما بعد الصدمة التي يمكن أن تكون طويلة الأمد.
ويؤدّي الإعلام الرقمي دورًا سلبيًّا في هذا المجال لأنها تلعب على هذا الوتر العاطفي من خلال العناوين المثيرة
والتركيز بشكل أساسي على تغطية الكوارث بدل الأخبار الإيجابية.
وتجدر الإشارة إلى أن دراسات سابقة، خلال فترة ذروة تفشي فيروس كورونا خلصت إلى أن الأشخاص المتفائلين وغير المؤمنين بنظرية المؤامرة شعروا بقلق أقلّ من أولئك المتشائمين.
ولا بدّ من التشديد هنا على أهمية التأكد من صحة الأخبار خصوصًا تلك التي يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وينصح العلماء بعدم الاستماع لهذه الأخبار بصورة مستمرة، خاصة وأنها تعاد وتتكرر. وبتعبير آخر، يجب الابتعاد عن متابعة الأخبار بين فترة وأخرى خلال اليوم والتجوال في الهواء الطلق. لأن البقاء في مكان مغلق يجعل الشخص يفكر بالأفكار نفسها طوال الوقت وغالبًا ما تكون هذه الأخبار سلبية.
وإذا كان الشخصّ مهتّمًا في متابعة الأخبار المحلية والدولية أو إذا كان مجال عمله يفرض عليه ذلك، فالحلّ يكمن بالاعتدال.
فيمكنه اتباع الخطوات التالية للتقليل من التأثير السلبي لهذه الأخبار عليه:
1- اختيار وقت محدّد من النهار لمتابعة نشرات الأخبار ووقت آخر للاطلاع على ما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي
2- متابعة منافذ إخبارية موثوقة وذات مصداقية عالية
3- الاشتراك في نشرة إخبارية أو بودكاست للحد تلقائيًّا من الوقت والمحتوى المتابع
4- القيام بنشاط صحّي بعد مشاهدة الأخبار مثل المشي أو الاتصال بصديق أو ممارسة هواية معينة
5- التخفيف من ضغوطاته الأخرى
أمّا إذا شعر الشخص بأن الاضطرابات النفسية الناجمة عن متابعته الأخبار تتفاقم خصوصًا مع اقتراب الربيع واحتمال الإصابة بتقلب المزاج الموسمي فيجب عندها استشارة الطبيب المختص وطلب المساعدة النفسية. فقد يصف الطبيب أدوية مضادة للاكتئاب وينصح بالخضوع لدورة علاج نفسي.