تبدأ قصة " محمد عليوة " عندما رمى بنفسه من فوق احد المقاهي الواقعة على الشاطئ بمحافظة بورسعيد المصرية دون علمه بانحسار المياه ، ليسقط على رأسه ويصاب بشلل رباعي منعه من الحركة نتيجة حدوث كسر في الفقرات السادسة والسابعة ، إضافة إلى كسر في الحبل الشوكي المسؤول عن نقل الإشارات في الجسم.
وبعد الحادث يؤكد محمد انه كان سليما ويتحرك بشكل طبيعي وأصبحت معاقا إعاقة حركية بعد الاصابة بهذا المرض الذي يحتاج للاعتماد على الكل، مضيفا انه استغرق وقتا ومراحل كثيرة للاعتياد على الواقع الجديد.
ويذكر ان لاهله وعائلته دعم مهم جدا بهذه المحنة ، خاصة شقيقه " إسلام " الذي يصغره بالعمر وكان يعتمد عليه في كل شيء.
وبدأ عليوة برحلة علاج في غاية الصعوبة أجرى خلالها سلسلة من العمليات الجراحية وصلت إلى 8 وقد خضع لعملية رئيسية بعد الحادث وباقي العمليات كانت خاصة بالأعراض الجانبية ، وعقب العمليات اضطر عليوة للخضوع للتدريب لتعلم التأقلم مع الواقع الجديد، فيما يتعلق بكيفية الجلوس وتناول الطعام.
ويقول محمد انه في احد الايام نجح بتحريك جهاز التحكم بالتلفزيون بلسانه وكان سعيدا جدا بسبب نجاحه بهذه التجربة , كما نجح بعد ذلك في استخدام الهتف المحمول بلسانه ليبدأ باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وابتكر طريقة للإمساك به بالهاتف المحمول واستعماله وبدأ في نشر المنشورات عليه.
ولاقت قصة محمد إعجابا كبيرا من متابعي مواقع التواصل الاجتماعي ولاحظ أن الأمر كان تحفيزيا جدا وملهما بالنسبة لهم ، واكتشف أنه أثر في شباب كثيرين ، منهم شخص كان يسعى للانتحار لكنه غير رايه بعد ان علم بتجربته.
والغريب في الامر ، ان هذا المعاق نجح في الحصول على وظيفة مدير صفحة على موقع فيسبوك ، وتواكب ذلك مع كتابته لمنشورات تحفيزية تلهم الناس بقصته ، ليقرر بعد ذلك التوجه إلى موقع يوتيوب ، لتقديم محتوى خاص به ، وتعلم المونتاج ووضع المؤثرات الصوتية والبصرية ، واستعمال برامج المونتاج التي تكون على الهاتف المحمول المستخدمة المقاطع التي يصورها.
وبعد هذه الرحلة من الصبر وقوة الارادة ، قرر عليوة العودة لموقع الحادث والنزول الى نفس المكان الذي سقط فيه منذ عدة سنوات ، من اجل التغلب على خوفه وإثباته ان الحادث لم ينجح في عزله عن العالم .