باتت الاخبار الفظيعة عن القتل الجماعي والاختطاف الجماعي والاغتصاب الجماعي، للآمنيين في افريقيا، ورغم كل بشاعتها، وكأنها أخبار عادية، من كثرة تكرارها، واللافت ان ضحايا هذه الجرئم هم من المسلمين، واللافت اكثر ان منفذي هذه الجرائم هم ايضا من المسلمين.
ان يكون ضحايا المجازر في افريقيا من المسلمين، وان يكون منفذو هذه المجازر من المسلمين ايضا، هو أمر بات يحير المراقبين للمشهد الدامي في دول مثل نيجيريا ومالي وبوركينافاسو وباقي دول الساحل، وذهب كل مراقب مذهبا في تفسير هذه الفظائع، التي تقشعر لها الابدان.
بدورنا كمراقبين لما يجري في افريقيا منذ فترة، نرى ان اغلب المراقبين للمشهد الافريقي، قد اغفلوا عن الهدف الحقيقي وراء هذه المجازر التي تنفذ بإسم الاسلام، وضحاياها من المسلمين حصرا، ولكن قبل التطرق الى هذه الاهداف، لابد من الاشارة وبسرعة الى اكبر المجازر التي شهدتها بعض الدول الافريقية، من اجل وضع القارىء في صورة المخطط الجهنمي الذي يستهدف المسلمين، والمأساة التي يعانون منها.
قبل ايام لقي 138 مدنيا مصرعهم في هجوم نفذه مسلحون على قرية صلحان الواقعة في إقليم ياغا في بوركينافاسو،المتاخم للنيجر، حيث قتل المسلحون سكان القرية دون تمييز، بينهم العديد من الاطفال، وتم حرق عدة منازل وسوق في القرية، واتهمت الحكومة من وصفتهم بـ "القوى الظلامية" بانها من نفذت الهجوم.
هذا الهجوم الوحشي تم في أعقاب هجوم آخر، نفذ قبل ليلة، استهدف قرية تدريات الواقعة في المنطقة نفسها وقتل خلاله أكثر من 14مدنيا.
اللافت ان الهجومين وقعا بعد أسبوع من هجومين آخرين في المنطقة نفسها أوديا بحياة أربعة أشخاص.
قبل ايام ايضا، قام مسلحون بخطف 136 تلميذا من مدرسة إسلامية في بلدة تيجينافي ولاية النيجر، والهجوم هو احدث هجوم من سلسلة هجمات استهدفت المدارس والجامعات في شمال نيجيريا في الأشهر القليلة الماضية وخطفت خلالها أكثر من 800 طالب منذ يلول/ ديسمبرالماضي.
اكبر عملية خطف جماعي شهدتها نيجيريا، كانت تلك التي قامت بها جماعات تكفيرية، في 27 فبراير/ شباط الماضي، عندما قامت بإختطاف 317 فتاة من من مدرسة ثانوية في بلدة جانجيب بولاية زامفارا، شمال غرب نيجيريا.
وقبل ذلك بعشرة ايام ، اي في 16 فبراير/ شباط، ، جرى خطف 44 شخصا على الأقل أغلبهم أطفال من مدرسة بالقرب من مجتمع كاجارا في ولاية نيجر بوسط غرب البلاد. وقبل ثلاثة أيام، اختطف مسلحون مجهولون نحو عشرين شخصا في طريقهم إلى المنزل قادمين من زفاف في نفس الولاية.
وفي شهر اذار/مارس الماضي، قام مسلحون في النيجر بقتل نحو 140 شخصا، في هجمات منسقة على قرى قرب الحدود بين النيجر ومالي. وجاءت تلك الهجمات، بعد هجوم استهدف قرى اخرى ذهب ضحيته نحو 60 شخصا، وحمل مصدر أمني مسؤولية الهجوم لمسلحين تابعين لـ ”داعش”، وصلوا على متن دراجات نارية وأطلقوا النار على كل شيء يتحرك.
وفي منتصف شهر نيسان/ابريل من عام 2014 قامت جماعة بوكو حرام بخطف 223 تلميذة من مدرستهن، واعلن زعيم زعيم الجماعة أبو بكر شيكو، انه قام خطف الفتيات وقال “إنهنّ سبايا وسأبيعهن في السوق وفق شرع الله”!!.
هذه كانت ابرز الهجمات الوحشية التي نفذتها جماعات تكفيرية وعلى راسها “داعش”، ضد المسلمين في أفريقيا. هنا قد سأل ساءل، ما هو الهدف من وراء كل هذه الفظائع؟، ما الذي تريد تحقيقه هذه الجماعات من وراء هذا القتل العبثي الوحشي؟.
قيل الكثير عن اهداف هذه الجماعات، الا انها لم تكن مقنعة، الا انه بعد التدقيق في مصادر تمويل هذه الجماعات، وانتشارها وتنقلها بسهولة بين الدول، وبعد اخذ تجربة العراق وسوريا في مواجهة هذه الجماعات بنظر الاعتبار، يمكن حصر اهداف هذه الجماعات، بهدف واحد، وهو منع انتشار الاسلام في افريقيا. الحكومات الغربية وعلى راسها امريكا، باتت ترتعد من الارقام التي تكشف عن زيادة عدد الاشخاص الذين يدخلون الاسلام في افريقيا، بسبب التعاليم السمحاء ، ومبادىء هذا الدين العظيم، الذي يساوي بين البشر، ولا يفرق بين لون لون وبين قومية وقومية.
الغرب قرر التصدي لانتشار الاسلام في افريقيا، عبر استخدم الجماعات التكفيرية، بطريقة في غاية الخبث والاجرام، حيث يحاول من خلال هذه الجماعات، ان يشوه صورة الاسلام، وبالتالي يحول بذلك من دخول الشعوب الافريقية للاسلام.
لا يحتاج الانسان لمعرفة معمقة بالاسلام، ليعرف ان ممارسات وسلوكيات الجماعات التكفيرية، لا تمت للاسلام بصلة ولا بتعاليمه السمحاء، بل هي ممارسات ارهابية، تجري تحت اشراف كامل لاجهزة المخابرات الغربية، ويكفي نظرة سريعة الى هذه الجرائم، والجهات المتضررة منها، وكذلك الجهات المستفيدة منها، لنخرج بنتيجة لا لبس فيها، مفادها ان من يقف وراء هذه الجرائم، هم اعداء الاسلام والمسلمين حصرا.
بقلم / فيروز بغدادي