وفي الوقت الذي ازدادت فيه الآمال بحل العقد المتبقية مازالت هنالك بعض الخلافات الاساسية الباقية من دون حلول.
ويوم الاثنين قال مساعد الخارجية رئيس الوفد الايراني لمفاوضات فيينا عباس عراقجي: مرّ نحو اسبوع على المفاوضات الجارية في فيينا وفيها تعقيدات كثيرة ووصلنا إلى القضايا الخلافية الرئيسية.
واضاف: لقد أحرزنا تقدما جيدا حتى الآن وقطعنا شوطا طويلا ... نحن الآن في مرحلة نعالج فيها الخلافات الواضحة الموجودة.
وتابع قائلا: تم إعداد النصوص والكثير من نصوصنا جاهزة ، لكن بعض الخلافات مازالت قيد الدراسة. أعتقد أنه تم المضي في طريق جيد حتى الآن. لست متأكدا ما إذا كنا سنتمكن من التوصل إلى نتيجة في هذه الجولة من المفاوضات ام لا.
يذكر انه تم تحقيق تقدم في كل من الجولات السابقة من المفاوضات وبعد انتهاء الجولة الرابعة ازدادت الامال باحياء الاتفاق النووي في الجولة التالية اي الخامسة وكانت تصريحات الطرفين تشير الى امكانية ان تثمر المفاوضات.
ويوم الخميس 19 ايار/مايو قال الرئيس روحاني خلال رعايته لمراسم تدشين عدد من المشاريع التابعة لوزارة النفط بان اجراءات الحظر الرئيسية ستُرفع حتى نهاية مهام الحكومة الحالية (نحو شهرين).
واعتبر مجيء الاطراف الاخرى الى فيينا وخوضها المفاوضات وقبولها رفع اجراءات الحظر الرئيسية دليلا على المفاخر التي حققتها الدولة والحكومة واضاف: ان المفاوضات تجري الان حول حالات جزئية فيما قبلت الاطراف الاخرى بشان القضايا الرئيسية مثل رفع الحظر في مجالات النفط والبتروكيمياويات والضمان والملاحة البحرية والبنك المركزي والبنوك.
مثل هذه المواقف المتفائلة كانت ملموسة في الجانب الاخر ايضا حيث صرح مساعد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي ومنسق المفاوضات النووية انريكي مورا بانه واثق تماما بانه سيتم التوصل الى اتفاق بهذا الصدد لكنه قال بانه لا يمكنه توقع وقت الوصول اليه.
*بعض الخلافات مازالت باقية
ومع تقارب وجهات نظر الطرفين بعد 4 جولات من المفاوضات مازالت هنالك خلافات باقية في الجولة الخامسة. ووفقا للخبراء فان الخلافات الرئيسية في مفاوضات فيينا هي حول اي اجراءات الحظر الاميركية يجب ان تُرفع وما هي الخطوات التي يجب ان تتخذها ايران للعودة الى التزاماتها في اطار الاتفاق النووي وكذلك كيفية الترتيبات الزمنية للاجراءات المتبادلة بين اميركا وايران.
وحول موضوع إلغاء الحظر وتفاصيل الخلافات المهمة نشرت "ميدل ايست نيوز" تقريرا اكدت فيه بان الادارة الاميركية كانت تصر في الجولات السابقة على ابقاء الحظر المتعلق بما تسميه الارهاب وحقوق الانسان والبرنامج الصاروخي الايراني لكنها ابدت مرونة في الجولة الرابعة حيث وافقت في هذا الصدد على تعليق الحظر المفروض على الشبكة النفطية والبنك المركزي الايراني اللذين كانت قد فرضت الحظر عليهما سابقا في اطار قانون "كاتسا".
ووفقا لهذا التقرير فان اجراءات ادارة ترامب في ادراج هذا الحظر في اطار قانون "كاتسا" ادى الى ان يصبح الغاؤه من صلاحيات الكونغرس وان الرئيس الاميركي يمكنه فقط تعليقه لفترة 6 اشهر مع امكانية التمديد.
فضلا عن ذلك فان الادارة الاميركية وافقت على الغاء 700 من اجمالي 1500 اجراء للحظر مفروض على ايران لكنها غير مستعدة لالغاء بعض اجراءات الحظر وجعلت إلغاء الحظر كله رهنا بالتفاوض حول جميع الملفات بين الجانبين.
ويرى بعض المراقبين بان اصرار بايدن على عدم إلغاء كل اجراءات الحظر التي تطلبها ايران يعود الى الاوضاع السياسية في الداخل الاميركي خاصة ضغوط نواب الكونغرس، وهي ضغوط تأتي غالبا من جانب السناتورات الجمهوريين والفئة المعارضة لرئيس الجمهورية.
كما هنالك ضغوط تمارس على بايدن من قبل حلفائه الاقليميين مثل بعض الدول في الخليج الفارسي والكيان الصهيوني، اذ ان البيت الابيض يحاول تطمين خواطر حلفائه من جانب والاخذ بنظر الاعتبار المصالح الناجمة عن احياء الاتفاق النووي من جانب اخر، لذا فانها مع تاكيدها على إلغاء الحظر ليست على استعداد للقبول بالغائها كلها.
*احتمال انتهاء المفاوضات في الجولة الخامسة
ويرى الكثير من المراقبين بان هذه اللعبة ستنتهي في الجولة الخامسة للمفاوضات.
ومن هذا المنطلق كتب مندوب روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا وفي اللجنة المشتركة للاتفاق النووي ميخائيل اوليانوف في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حول احتمال بدء جولة جديدة من المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع ايران: الجولة الخامسة لمفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي جارية في الوقت الحاضر.
لا يوجد أي برنامج لاطلاق جولة سادسة. المفاوضون يتقدمون الى الامام باستنباط ان الجولة الحالية هي الاخيرة للمفاوضات.