أثارت هذه الإعترافات إهتمام المغردين بشكل واسع ويتصدر الحديث عنه مواقع التواصل الإجتماعي، مستائلين عن أسباب التصريحات والإعترافات المفاجئة والمتتالية من قبل الدول الأوروبية.
وتعهدت المانيا يوم الجمعة بتقديم مساعدات تنموية تزيد قيمتها عن مليار دولار لهذا البلد الأفريقي والتي سيدفع على مدى 30 عاما جاعلة الأولوية في المقام الأول لأحفاد هذين الشعبين وذلك بعد مفاوضات شاقة إستمرت أكثر من خمس سنوات وتمحورت حول الأحداث التي جرت إبان الاحتلال الألماني للبلد الواقع في جنوب غرب أفريقيا (1884-1915).
وإنصدم العالم مما وصوفوه بـ "الصحوة المفاجئة" إلى أن هناك كانت بعض الإنتقادات للدول الغربية حيث إن المسلمين والعرب لم يحظوا يوما بعاملة كهذه ولن تعترف الدول الأوروبية بالإستعمار والجرائم التي إرتكبتها خلال سطوتها على البلدان الإسلامية والعربية ، وذكر النشطاء بجرائم الإحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين وأيضا إستعمارفرنسا للجزائروالتي يعد أطول الإحتلالات وأكثرها بشاعة في التاريخ الحديث.
ففي هذا الشأن تسائل الكاتب “عزالدين أحمد”، ماذا عن الإبادة التي ينفذها الاحتلال في فلسطين بغطاء منكم ، ماذا عن الإبادات التي تنفذها أنظمة القمع العربي برضاكم؟
كما علق الصحفي “عبدالله العمادي” الشعوب العربية الشعوب العربية من الجزائر إلى ليبيا إلى فلسطين الآن لا أحد يعتذر ويعترف ، وأضاف مدونون آخرون بالقول، هل اعترفا بريطانيا وفرنسا بذبح الملايين من العرب على مدار قرنين في الجزائر وغيرها معبرين عن عدم إطمئنانهم لهذه التصريحات.
وأشارالمغرد “عبد العزيز الرويجي” إلى تاريخ البلدان الأوروبية وأمريكا في طمس وسحق الشعوب الأخري ويتناض بشكل جلي مع محاضراتهم عن حقوق الإنسان.
ورجح البعض أسباب هذه الإعترافات لما تطمح إليه أوروبا من نفوذ في أفريقيا حيث تزعم الحكومات الأوروبية إن أفريقيا هي أهم شركائها في مجال التجارة والتنمية والتعاون والأمن والتي يترجمها محللون سياسيون أنها طرق للنفوذ في الدول الأفريقية والسيطرة عليها لا أكثر.
فكتب الأكاديمي السوري “محمد صالح الفتيح” أن تزامن إعتراف فرنسا بدورها في الإبادة الجماعية في روندا مع إعتراف ألمانيا بالإبادة الجماعية في ناميبيا هو تمهيد للنفوذ الأوروبي مشيرا إلى حاجة الحكومات المحلية للإستثمارات الأوروبية.
بينما وصف آخرون الإعترافات بإغراءات أوروبية بغية إستمرار حكمهم في أفريقيا وذلك بعد بوادر رفض أفريقي للتواجد الأوروبي في عدد من الدول ومنها مالي التي تقاوم الوجود الفرنسي. مؤكدين أن صحوة الضمير المفاجئة لم تأتي إلا بسبب الصراع العالمي على أفريقيا.
وبين 1904و1908قتل عشرات الآلاف من أبناء شعبي هيريرو وناما في مذابح ارتكبها مستوطنون ألمان واعتبرها العديد من المؤرخين أول إبادة جماعية في القرن العشرين.
وقال وزيرالخارجية الألماني هايكوماس في بيانه إنه “في ضوء المسؤولية التاريخية والأخلاقية لألمانيا، سنطلب الصفح من ناميبيا ومن أحفاد الضحايا، على الفظائع التي ارتكبت بحقهم”.
وأضاف أنه في “بادرة اعتراف بالمعاناة الهائلة التي لحقت بالضحايا، فإن آلمانيا ستدعم إعادة الإعمار والتنمية في ناميبيا عبر برنامج مالي قيمته 1.1مليار يورو ، مشددا على أن هذه الأموال ليست تعويضات على أساس قانوني.
ويبقى الؤال المطروح هل تقتنع الشعوب الحرة بهذه التصريحات ؟؟؟ وهل يقبل احرار العالم بهذه الإعتذارات؟؟؟