فالكيان الغاصب - وكما قال سيد المقاومة- بات متخبطا ولم يعد يحسن التقدير عندما استفز الشعب الفلسطيني ومقاومته الغيورة بل والامة الاسلامية كافة في اقدس مقدساتهم اي مدينة القدس والمسجد الاقصى، الامر الذي حرض المجاهدين المؤمنين على التصدي للانتهاكات الصهيونية وايقافها عند حدها بعدما تمادت في غيها.
سماحته اكد في كلمته ان معركة سيف القدس حققت معادلة جديدة مفادها ان اي انتهاك للمسجد الاقصى سيقابله مقاومة مسلحة يساندها جميع الشعب الفلسطيني من رأس الناقورة شمالا الى ايلات جنوبا.
النقطة الاهم في معرض خطاب سماحة السيد نصر الله هي انه في حال تفكير الصهاينة في الاقدام على اية حماقة موسعة، فان المقاومة لن تتوقف عند غزة وان استفزاز القدس سيعني حربا اقليمية بكل معنى الكلمة.
مما سبق يتضح ان ثمة استعدادات تعبوية ومعنوية لتلقين "اسرائيل" درسا لن تنساه وإلحاق هزائم كبرى بها
لا يمكن ان تخطر على بال الصهاينة الذين أسكرتهم غطرستهم طوال ٧٣ عاما فتخيلوا ان الشعب الفلسطيني لن تقوم له قائمة وذلك بعد مسلسل المعاهدات الخيانية الرسمية التي جرت العار والخزي والخيبة ليس على فلسطين فحسب بل على الامة الاسلامية باسرها.
لقد اعلن سيد المقاومة ان معركة سيف القدس رسمت ملامح جديدة في الصراع الاسلامي- الصهيوني بشكل تعززت فيه مكانة تمام محور المقاومة التي وقفت بكل قوة خلف صمود غزة ومجاهديها الذين دافعوا عن شرف الامة ومقدساتها وسجلوا لنا هذا الانتصار الذي اعتبره سيد المقاومة استكمالا لعيد المقاومة والتحرير والانتصار الذي حققه المجاهدون اللبنانيون في ٢٥ ايار عام ٢٠٠٠.
السيد نصر الله بارك في كلمته لقادة المقاومة الفلسطينية الذين كانوا متألقين، ولشعب غزة الذين احتضنوا وصبروا ولم يقولوا إلا ما يعبر عن إيمانهم وصفائهم ووفائهم. ورأى سماحته أن حماقة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وقادة الصهاينة واستخفافهم بالفلسطينيين والأمة والخطأ في التقدير دفع إلى ما حصل.
لقد حذر سيد الصهاينة من العبث مع مقدسات الامة والاستهتار بكرامة شعب فلسطين والمسجد الاقصى الى الحد الذي تجرأوا فيه على كل حرمة وتطاولوا على كل مقدس وفي هذا المضمار قال سماحته: حين يدرك الإسرائيلي أنه أمام معادلة القدس مقابل حرب اقليمية سيعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه، وعندما تصبح المقدسات الإسلامية والمسيحية تواجه خطراً جدياً فلا معنى لخطوط حمر أو مصطنعة.
من الواضح ان معطيات معركة سيف القدس التاريخية ستكون ذات تأثير بليغ في مجريات الاحداث والتطورات في فلسطين والشرق الاوسط .فقد مني العدو الصهيوني بهزيمة مذلة شطبت على جميع مشاريعه التوسعية الاستكبارية التي كان يسعى لتكريسها في المنطقة .
فمن الان فصاعدا لن تشفع لاسرائيل خطوات الاعتراف الخيانية بكيانها الغاصب ولن تحميها قببها الحديدية من ضربات المقاومة التي شملت جميع قواعدها ومنشآتها العدوانية والارهابية في عموم فلسطين المحتلة.
اما المعركة القادمة فستكون وفقا لسماحة السيد حسن نصر الله، ذات آفاق أشمل لانها ستكون معركة محور المقاومة جميعا لازالة الكابوس الصهيوني الفظيع عن صدر الامة الاسلامية والذهاب للصلاة في المسجد الاقصى قريبا ان شاء الله تعالى.
بقلم حميد حلمي البغدادي