وقد برهنت ايران على استقلاليتها هذه بانها مدّت وتمدّ يد العون والمساندة للمقاومة الفلسطينية واللبنانية وساندت وتساند الموقف السوري المحق والصمود اليمني المشروع بوجه المؤامرات الغربية والصهيونية والرجعية.
واعتقادنا الراسخ ان ابناء الامة الاسلامية يعرفون اليوم ان انتصار المقاومة الباسلة في معركة سيف القدس الظافرة وعلى مدى احد عشر يوما يُعزى الى الامكانات المادية والمعنوية والتسليحية التي وضعتها الجمهورية الاسلامية تحت تصرف المجاهدين الفلسطينيين الذين ابلوا بلاءا حسنا في تحطيم الغطرسة الصهيونية وضرب المواقع الاسرائيلية في فلسطين المحتلة برمتها.
لقد تحملت ايران وعلى مدى 43 عاما من عمر ثورتها المباركة الضغوط والعقوبات والصعاب الهائلة ثمنا لهذه الاستقلالية التي تحولت الى نعمة للخيرين من ابناء الامة الاسلامية، والى نقمة على المستكبرين الاميركان والاروبيين والصهاينة العتاة.
نقول هذا لكي يدرك العالم ولاسيما شعوبنا قيمة الحرية والاستقلال والسيادة الناجزة ودورها في اتخاذ القرارات المصيرية على المستوى الوطني من جهة وعلى مستوى الدفاع عن قضايا الامة الاسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من جهة اخرى.
وازاء ذلك فان ايران لا تتردد في المجاهرة بدعمها للمقاومين الشرفاء طالما هم يحاربون اعداء الله والانسانية وناهبي ثروات العالم الدوليين.
لسنا هنا في موقف المزايدة او المنّة على احد ولكننا ندعو بلدان المنطقة كافة الى ان تحذو حذو الجمهورية الاسلامية في مناصرة المقاومة العادلة وابناء الشعب الفلسطيني الذين طالما اكتووا بنيران الظلم الاستكباري الصهيوني. ولكن عندما سنحت لهم الفرصة وزودوا بالسلاح والمال والدعم والاسناد فانهم مزقوا العدو الاسرائيلي شر ممزق وسلبوا من الصهاينة جيشا ومستوطنين اشكال الراحة والامان والبهجة التي كانوا يتمتعون بها على حساب معاناة ابناء ارض الاسراء والمعراج والمسجد الاقصى الشريف.
في كلماتهم وبياناتهم ورسائلهم اشاد قادة حماس والجهاد الاسلامي والفصائل الفلسطينية المناضلة جميعا بالدعم الايراني المطلق للمقاومين. وفي رسالة المجاهد الفلسطيني الاستاذ زياد نخالة (ابو طارق) الى سماحة الامام الخامنئي قائد الثورة الاسلامية (دام ظله) اثنى على دور قائد فيلق القدس العميد اسماعيل قاآني لمشاركته العملية في تفاصيل معركة سيف القدس العظيمة حتى تحقيق الانتصار على الجيش الصهيوني المجرم. وفي هذا رسالة الى كل من يهمه الامر.
الجمهورية الاسلامية لا ولن تخفي وقوفها الى جانب المجاهدين الفلسطينيين الذين ألحقوا الهزيمة المنكرة بالكيان الصهيوني بعدما تخلت عنهم الانظمة الخائفة والمهادنة ولا زال في جعبة ايران ما يعزز موقف هذه المقاومة الشريفة التي سطرت في الايام القليلة الماضية اعظم ملحمة بطولية في تاريخ الصراع مع الصهيونية المجرمة وان المستقبل سيبرهن على صدق هذه المقولة.
بقلم - حميد حلمي البغدادي