غزة غدت اليوم ايقونة الجهاد والمقاومة والبطولة والتضحية في هذا العالم المحكوم بقبضة الاستكبار الاميركي الاوروبي الحديدية... العالم الذي لا يفهم سوى لغة القوة ولا معنى فيه للتخاذل والخضوع والانبطاح الا لمن سفه نفسه.
هذا الانتصار التاريخي تحقق ليفرض نتائجه الحاسمة على انظمة التطبيع والخيانة وليقول بملء الفهم : ان ازفت ساعة التخلص من الصهيونية البغيضة ودولتها المجرمة "اسرائيل" التي تأسست على جماجم الفلسطينيين وعذاباتهم وتشردهم وتحطيمهم انسانيا ومعنويا ووجوديا.
لا شك في ان الانتصار الذي حققته المقاومة الفلسطينية يشكل انعطافة تاريخية في المنطقة على مستوى الصراع الاسلامي ـ الصهيوني، الانتصار الذي سيكون له كم هائل من التطورات والمعطيات الجذرية.
فقد قدم الفلسطينيون ـ ولوحدهم ـ تجربة عملية ذات دلالة قاطعة بأن ازالة "اسرائيل" من قلب العالم الاسلامي اصحبت قاب قوسين او ادنى من التحقق، فلم تعد المساندة الاميركية والغربية مجدية وذات اثر ما دامت هناك ارادة جهادية عازمة على تحرير فلسطين من البحر الى النهر وعاصمتها مدينة القدس كاملة غير منقوصة.
المخزي ان الرئيس الاميركي جو بايدن وفريقه السياسي وحلفاءهم الاوروبيين وعدوا العدو الصهيوني بتعزيز قدراته الدفاعية لمجابهة القوة الصاروخية الفلسطينية واعتبروا انفسهم ملزمين بتقديم مثل هذا الدعم لتل ابيب.
حسنا اذا كان الامر كذلك فنحن بدورنا جمهورية اسلامية وكأمة اسلامية ملزمون ايضا بدعم المقاومة وتطوير جهوزيتها في فلسطين وفي اي نقطة من المنطقة تتعرض للتهديد الاستكباري. وبخلاف ذلك وفي مقابل اي تقصير سنكون ـ لا سمح الله ـ هدفا للعنات الاجيال القادمة.
المؤكد ان اعضاء محور المقاومة تكاملوا في ما بينهم لتحقيق هذا الانتصار الفلسطيني العظيم الذي مرغ انف "اسرائيل" بالوحل، واعاد للامة الاسلامية هيبتها من جديد.
ولا شك في ان خوف العدو الصهيوني وفزعه من احتمالية اتساع رقعة هجوم المقاومة هو الذي ارغمه على وقف عدوانه الغادر على غزة هاشم بعد عشرة ايام فقط من المواجهة، رغم ان الغاصبين استخدموا سياسة الابادة الجماعية والتدمير والارهاب المفرط بحق الشعب الفلسطيني الاعزل في غزة .
ولا نفشي سراً اذا قلنا ان القادة العسكريين في الجمهورية الاسلامية واكبوا معركة سيف القدس بكل حذافيرها ولم يوفرا اي دعم لازم لايصال المقاومة الفلسطينية الى هذا النصر المؤزر ، وان ايران لفخورة بذلك.
بقلم - حميد حلمي البغدادي