وفي رسالة مفتوحة الى نظرائهم على صعيد العالم الاسلامي، كتب ائمة الجمعة في الجمهورية الاسلامية الايرانية، أن "ملحمة المقاومة والثبات التي صنعتها أيدي المجاهدين الأبطال في أرض الأنبياء المقدسة، وكذلك العمليات البطولية الناشئة من اتحاد سكان مناطق القدس الشريف والضفة الغربية وقطاع غزة، أثلجت الصدور وأسرّت القلوب وخلقت ملحمة مقدسة تدعو إلى الفخر والاعتزاز".
واضافوا : إنّ "الأرض المقدسة" في فلسطين و"المسجد الأقصى" الذي وصفه الباري تعالى بقوله : [باركنا حوله]، بعدما اجتازت سنوات من الغربة والوحدة والمقاومة إزاء جرائم الأعداء ومحاولات التخريب والظلم والاضطهاد وتحمّل آلام الفرقة وصمت المسلمين والنخب الإسلامية وحكام البلدان المسلمة وهرولة بعضهم إلى التطبيع مع الأعداء، نرى أنّها اليوم تمرّ بأوضاع حساسة وخطيرة ومصيرية.. تشهد هذه الأرض اليوم جرائم بشعة وهمجية من قبل المحتلين الصهاينة، واستهداف للمواطنين المشردين- لا سيما النساء والأطفال الأبرياء- و هدم البنية التحتية والأبنية العامة والخاصة في قطاع غزة البطلة، ما أدى إلى جرح مشاعر جميع الأحرار في العالم.
واعرب خطباء الجمعة في ايران عن اسفهم العميق "لصمت الأوساط والمحافل الدولية ودعاة حقوق الإنسان مقابل الهجمات الشعواء للمحتلين الخبثاء وعدم اكتراثهم بما يحدث هناك"؛ مؤكدين في الوقت نفسه ان هذا الموقف "ليس بالأمر المستغرب بل ما يثير الاستغراب والتعجب هو اكتفاء بعض الدول والمنظمات والأوساط الدولية والإسلامية بإصدار بيانات إدانة وشجب لفظية فقط حيال الجرائم الوحشية للمحتلين، وعدم اتخاذ أيّ خطوة عملية وميدانية مؤثرة لإنهاء الحرب التي يشنها الكيان الغاصب للقدس".
وشددوا، على ان "القضية الفلسطينية أهم مواضيع العالم الإسلامي على الإطلاق، ولا ينبغي أن يطويها النسيان أبداً؛ ففلسطين القصة الأكثر حزناً في العالم الإسلامي، وهي تمثل الساحة الأولي لجهاد المسلمين أجمع، خصوصاً العلماء الأعلام في البلدان الإسلامية، وهذا يضع على عواتقهم أن تكون فلسطين موضع مطالبتهم الدائمة الشاملة وبشتى السبل".
ومضى خطباء الجمعة الايرانيون في رسالتهم المفتوحة، الى القول : إنّ تحرير القدس وطرد الصهاينة الغاصبين منها، وتسليم مقدرات هذه الدولة العزيزة لأهلها كي يقرروا مصيرهم عبر الانتخابات، كما أشار قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي، يجب أن يصبح محوراً لوحدة المسلمين واتحاد العالم الإسلامي وعلماء البلاد ومشاعل هداية الناس، وركيزةً لتغيير موازين القوى لصالح البلدان الإسلامية؛ ولهذا السبب فإنّ أكثر ما يخشاه الاستكبار العالمي هو يوم القدس العالمي الذي تأسس بأمر الإمام الخميني الراحل (رض).
وجاء في هذه الرسالة ايضا : من هنا نؤكد نحن أئمة الجمعة في إيران الإسلامية، إدانتنا الشديدة لجرائم الكيان الصهيوني الغاشم على عزة المسلمين وعظمتهم، ونستنكر دعم أمريكا والاستكبار العالمي لهذا الكيان المحتل، ونعلن الدعم الشامل للشعب الفلسطيني العزيز من قبل علماء الدين الإعلام والشعب الإيراني المقاوم، والوقوف إلى جانب المجاهدين الغيارى في المقاومة الإسلامية في فلسطين الحبيبة وتلك الديار المباركة ؛ كما ندعو أئمة الجمعة والجماعة العظماء في جميع البلدان الإسلامية إلى الإعراب عن استيائهم من هذه الجرائم وإدانتها ببيان صريح وموقف حاسم عملي في خطب صلاة الجمعة وفي جميع المحافل والمجالات المتاحة؛ لأنّنا نؤمن بأنّ نصرة الشعب الفلسطيني المسلم مصداق لنصرة الدين الإلهي القويم.