بل ان هذه الواجهات الرسمية اتّحدت على مناوأة انتفاضة المقدسيين ومعركة سيف القدس خدمة للاملاءات الاميركية التي تقف بجميع ثقلها مع الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل.
العالم كله ينظر بعين الادانة والاحتقار الى موقف مجلس الامن الدولي الذي التزم سكوت الموتى مما يجرى من قتل وتدمير وتحريق لسكان قطاع غزة والمحتجين في مدينة القدس المحتلة والمناطق الاخرى من الضفة الغربية ومدن يافا وحيفا وعكا وغيرها.
"اسرائيل" تمارس اليوم سياسة الارض المحروقة وهي تحاول ان تشفي غليلها مما اصابها جراء صواريخ المقاومة، من المدنيين الفلسطنيين الابرياء، وها هو اليوم السابع من المواجهة يمر دون ان يتحرك الضمير الدولي الرسمي لوقف الارهاب الصهيوني الاعمى.
الشعوب الاسلامية والعربية واحرار العالم يرفعون اصوات الغضب والرفض والاستنكار امام ما يجري من ظلم وقسوة ونذالة تمارسها "اسرائيل" على مرأى ومسمع مؤسسات الشرعية الدولية والمنظمات التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الانسان.
الصراع الدائر في فلسطين المحتلة ليس بين الشعب المحتل والصهاينة الغاصبين، بل هو صراع بين قوى الخير وقوى الشر وان الخاسر الاكبر في هذا المشهد هو من تخلى عن كرامته وغيرته وانسانيته ليقف مع العدو الاسرائيلي الارهابي الذي لم يوفر سلاحا فتاكا الا واستخدمه ضد المحاصرين في غزة براً وبحراً وجواً.
وفي مثل هذا الجو من العداء لابد من هبّة جماهيرية واسعة النطاق تتصدى لهذا الحقد الاعمى الذي يقتل النساء والشيوخ والاطفال والاهالي العزّل الا من الايمان.
لقد اعلن الامام الخميني(قدس سره الشريف) يوما عالميا للقدس بعد ستة اشهر فقط من عودته الى ايران مؤكدا (ان مقارعة اسرائيل وازالتها من الوجود هو واجب عقائدي وشرعي واخلاقي وانساني لان خطر الصهيونية لا يقتصر على فلسطين والقدس وحسب بل يشمل الانسانية كافة والتي تسعى اسرائيل لجعلها خادمة لاهدافها الشيطانية الشريرة).
فيما يدعو الامام الخامنئي (دام ظله) الامة الاسلامية الى مناصرة الشعب الفلسطيني المحاصر بألهبة النيران عبر تقديم اشكال الدعم له ومن خلال المسيرات واطلاق الهتافات المدوية ضد الصهاينة الغاصبين من اجل ايقافهم عند حدهم وفرض التراجع عليهم وذلك مقابل صمت المحافل الخائبة وانظمة التطبيع الخائنة.
على الامة الاسلامية والشعوب العربية ان لا تدخر جهداً ووسعاً وفكراً واحتجاجاً لمناصرة قضية تحرير فلسطين من النهر الى البحر ورفض المطبلين لانصاف الحلول وارباعها واعشارها.
ويقيننا ان المقاومة الفلسطينية الباسلة قد قلبت المعادلات التساومية رأسا على عقب ولم يعد امام المطبعين من ادعياء العروبة الزائفة سوى الذهاب الى مزبلة التاريخ.
بقلم - حميد حلمي البغدادي