وأوضح المفكر عتريسي لـ"فلسطين اليوم"، أن المعركة شكلت مفاجئة ثقيلة وضربة مؤلمة لقادة الاحتلال الصهيوني ، قائلًا: لم يتوقع قادة الاحتلال رد المقاومة في غزة على الجرائم التي ترتكب بحق المسجد الاقصى وحي الشيخ جراح.
وأشار إلى أن تحديد المقاومة ساعة بدء المعركة دليل على قوة المقاومة وثقتها بنفسها وبما تمتلك من قدرات عسكرية متنوعة فاجأت الاحتلال، لافتًا إلى أن ضبط ايقاع المعركة والدخول بشكل تدريجي بتوسيع دائرة النار دليل على أن المقاومة أدارت المعركة بحنكة ودهاء".
وبين عتريسي أن إدارة المقاومة بشكل تكتيكي باستخدام جزء بسيط مما تمتلك من قدرات عسكرية يُدخل "جيش الاحتلال" في حالة ارتباك كبير فهو لم يعد يدرك ماذا ينتظره من مفاجئات خلال الايام القادمة".
وأكد أن المعركة المفاجئة تركت آثارًا خطيرة على مستقبل "إسرائيل" على المستوى الاستراتيجية، لافتًا إلى أن المستوطنين لديهم قناعة كبيرة بأن مستقبلهم في "إسرائيل" انتهى ولا يمكن لحكومة نتنياهو أو غيرها أن تُغير هذه الفكرة لدى المستوطنين.
وقال: "المستوطنون كانوا يعتقدون أن احتلال فلسطين والحياة فيها أمرٌ طبيعيٌ وممكنٌ وقد يوفر لهم الأمن والأمان؛ لكن اليوم تغيرت المعادلة تمامًا وأصبحت كل فلسطين المحتلة في مرمى نيران المقاومة وتحولت لكتلة لهب تحرق جميع المستوطنين من الشمال إلى الجنوب.
وأضاف: "هذه الخطورة التي صنعتها المقاومة دفعت الاسرائيليين إلى التفكير جيدًا في الهرب من فلسطين المحتلة والعودة إلى البلاد التي جاءوا منها محتلين كروسيا وامريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية، مؤكدًا أن الأفق اليوم لدى الاحتلال مظلم والتداعيات ستكون كارثية على "إسرائيل".
وشدد على أن الشعب الفلسطيني دائمًا صاحب مفاجئات كبيرة فكلما اعتقد البعض أن الفلسطيني خاصة في أراضي الـ 48 فقد هويته الوطنية والاسلامية هب الفلسطينيون من كل مكان ليؤكدوا أن القدس خطٌ أحمر لا يمكن التنازل عنه أو تهويده بمخططات تطبيعية فشلت في تحقيق أهدافها.