المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل رفض التعليق على الموضوع عندما سئل عنه بعد إستقباله وفداً من الحزب التقدمي الإشتراكي.
كتلة "الوفاء للمقاومة"، إجتمعت وأصدرت بياناً من دون أن تضمنه أيّ عبارة عن الموضوع.
هذا الصمت لم يكن من باب الصدفة، بل نتيجة قرار إتّخذ على أعلى المستويات داخل الحزب، يقضي بترك الكلام عن عملية "درع الشمال" للسيد نصرالله شخصياً على أن يختار هو التوقيت المناسب لإطلالته.
ولكن، حتى لو سكت الحزب، فهذا لا يعني أبداً أن المقربين منه عليهم السكوت أيضاً، ولهؤلاء قراءتهم الخاصة لما يقوم به الجيش الإسرائيلي، وفيها تبرز سلسلة من المغالطات التي جاءت خلال تغريدات الناطق بإسم الجيش الإسرائلي أفيخاي أدرعي.
ففي قراءة المقربّين من "حزب الله"، سؤال أول بارز، " في الوقت الذي تحدث فيه أدرعي عن كشف تحركات الحزب العسكرية في المبنى الذي ينطلق منه النفق منذ عام ٢٠١٤، فلماذا ترك كل هذا السنوات من دون الكشف عنه بهدف وقف الأعمال به؟
وهل يريد الجيش الإسرائيلي أن يقنع اللبنانيين بأنه ترك أعمال حفر النفق ووضعها تحت الرقابة المشددة من دون أن يحرك ساكناً ضدّ لبنان أكان على المستوى الميداني أم في المحافل الدولية؟!.
السؤال الثاني، هل كان الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي (أي أدرعي)، يتوقع، أنّ نشر فيديو عن النفق كالذي نشره وفيه يظهر شاب مدني، كافٍ لكي يصدق الرأي العام اللبناني والعالمي، بأن أحدًا من حزب الله يمكن أن يدخل الأراضي الاسرائيليّة عبر النفق، بلباس مدني ومن دون سلاح كما ظهر في الفيلم؟!.
أما السؤال الثالث، فإذا كان سبب تصويب الجيش الإسرائيلي إعلامياً على معمل الحجر في كفركلا على إعتبار أنه منطلق لنفق الحزب، فقط لأنّ المعمل يبعد عن الجدار الفاصل عشرات الأمتار لا أكثر، فلماذا لم يتم التصويب إعلامياً على عشرات المنازل المبنيّة في كفركلا بمحاذاة الطريق العام، والتي لا يفصل بينها وبين الجدار إلا الطريق العام؟
وهل هذا يعني أنّ الأنفاق للحزب تمر تحت كل هذه المنازل أيضًا؟!.
على أي حال، وبغض النظر عما سيكشفه السيد نصرالله عن نفق كفركلا المزعوم، وإذا كان موجوداً أم لا، يقول مصدر على علاقة ممتازة بحزب الله إن " للأخير تجربة سابقة في إستعمال الأنفاق بهدف مفاجأة العدو"، وفي هذا السياق، يذكّر المصدر بالأنفاق التي خرج منها مقاتلو الحزب في بلدة عيتا الشعب خلال حرب تموز من العام ٢٠٠٦، وكيف أثبتت هذه الأنفاق فعاليتها بالهجوم".
إذاً، بعد بيان الجيش اللبناني الذي صدر بعد إجتماع الناقورة الثلاثي والذي إعتبر أن الإسرائليين لم يقدموا دلائل حسّية عن نفق كفركلا، وبعد بيان قوات اليونيفيل الذي أكّد وجود النفق، لم يعد هناك من وسيلة لمعرفة الحقيقة إلا بإنتظار إطلالة الأمين العام لحزب الله.
مارون ناصيف / النشرة