وقال : ان على بكين وموسكو تطوير العلاقات الثنائية، والعمل أيضا مع الدول الأخرى التي تتخذ موقفا موضوعيا وعادلا لمواجهة أي إجراءات تنتهك النظام الدولي".
وانغ يي هذا، حل منذ البارحة ضيفا على ايران، ومن المنتظر ان يوقع اليوم على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين إيران والصين، لتكون إحدى أهم الردود القوية على الانتهاكت الامريكية المتكررة للنظام الدولي.
اختيار يوم 27 اذار/مارس، للتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين ايران والصين، لم يأت اعتباطا، ففي هذا اليوم تصادف الذكرى السنوية الخمسين، على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والصين، اللتان تواجهان اليوم خصما مشتركا، وهو امريكا، يستخدم الارهاب الاقتصادي، بشكل هستيري، كوسيلة لتحقيق اهداف سياسية، وفرض ارادته على الدول والشعوب الرافضة لهيمنته.
اتفاقية الشركة الاستراتيجية بين ايران والصين، والتي تعتبر خارطة طريق للتعاون الاستراتيجي بين البلدين على مدى 25 عاما، تم التوقيع عليها بالأحرف الاولى، خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الى ايران عام 2016، حيث ستستثمر الصين في قطاعات البنوك والاتصالات والموانىء والسكك الحديدية وعشرات المشروعات الاخرى، في مقابل الحصول على إمدادات منتظمة من النفط الإيراني.
منذ اللحظة الاولى التي تم الاعلان فيها عن مسودة اتفاقية التعاون بين ايران والصين، شن الاعلام الامريكي ومن ورائه الاسرائيلي والعربي الرجعي، حملة تشوية ممنهجة، تحدثت عن "استعمار الصين لايران"، و "بيع ايران لجزيرة كيش للصين"، و"سماح ايران للجنود الصينيين بالتواجد على ارضها لحماية استثمارات الصين"، و"سماح ايران للصين بالحصول على موطىء قدم في الخليج الفارسي" و..، وهو صراخ وعويل، كشف عن مدى صوابية القرار الايراني، واهمية هذه الاتفاقية، التي جعلت الدموع تنهمر من عيون اعداء ايران.
المعروف ان ايران ليست بالبلد الذي يتخذ قراراته تحت ضغط اللحظة، او في ظل ظروف محدودة، بل يتخذها وفقا لرؤية استراتيجية بعيدة المدى، تأخذ بعين الاعتبار التطورات الدولية والاقليمية، فهي ورغم نظرتها الاستراتيجية الى الشرق، لا تهمل اهمية الاتجاهات الاخرى، فهدفها في جميع الحالات، تطوير القطاعات الصناعية والزراعية والمصرفية والنقل والموانىء والبنى التحتية، من اجل النهوض بالاقتصاد الايراني.
من المؤكد ان التوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين ايران والصين اليوم، سيثير مرة اخرى، اعداء وخصوم البلدين، كما اثاره الاعلان عن الاتفاقية عام 2016، فالغرب وعلى رأسه امريكا، سيرى في الاتفاقية اجراء يأتي في اطار استراتيجية طويلة الامد تعتمدها ايران لتطوير علاقاتها مع الصين و روسيا والهند، وليس كإجراء تكتيكي مؤقت من اجل مواجهة الحظر الامريكي. الامر الذي يؤكد على ان هناك إرادة دولية بدأت تتبلور من اجل ايجاد تكتلات اقتصادية وسياسية على مستوى العالم من اجل مواجهة الارهاب الاقتصادي الامريكي الذي يهدف الى خنق الشعوب.
ان تمادي امريكا في استخدام الارهاب الاقتصادي ضد الشعوب، وتواطؤ اوروبا والغرب معها في هذه السياسة غير الانسانية، وعلى مدى عقود طويلة، هو الذي سيدفع دول العالم، التي تحترم سيادتها واستقلالها وقرارها وترفض التبعية لامريكا او اى قوة غاشمة اخرى، الى بناء تكتلات اقتصادية وسياسية وحتى عسكرية، تحفظ لهذه الدول سيادتها واستقلالها وقرارها، وتقلل من كلفة المواجهة، منفردة، مع امريكا.
سعيد محمد / قناة العالم الاخبارية