القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي أزاح الستار أمس الاثنين عن قاعدة صاروخية تحت الأرض ذات اهداف ومديات استراتيجية مختلفة صنعت جميعها بسواعد الكوادر العسكرية والعلمية الوطنية في سياق اظهار الجهوزية الايرانية والتعريف بقدراتها على تحدي التهديدات الاجنبية (الغربية ـ الصهيونية) التي تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
طهران تؤكد ان جميع ترساناتها العسكرية هي في أهبة الاستعداد للتعامل مع السلوكيات العدوانية الخارجية حفاظاً على الأمن القومي وصيانةً لمصالح الجمهورية الاسلامية في مقابل التحركات الاميركية ـ الصهيونية الخبيثة ومن ذلك تفجير باخرة ايرانية في مياه البحر الابيض المتوسط والذي قال الناطق باسم الخارجية سعيد خطيب زادة عنه إنه من صنع "اسرائيل" المجرمة، وازاء ذلك فإن عليها ان تتحمل تبعات ما اقترفته في قادم الأيام.
المراقبون الدوليون ينظرون باعجاب واحترام شديدين الى تساوق الجهوزية العسكرية مع الخطوات والمواقف الدبلوماسية ويعتبرون ان ايران نجحت نجاحاً كبيراً في هذه المعادلة والدليل على ذلك ان صوت الجمهورية الاسلامية هو الأقوى والأكثر حزماً في هذين المسارين، ويشهد على ذلك كثافة المساعي الاميركية والاوروبية لكسب ودّ ايران التي تحمل الغربيين مسؤولية الجمود الحاصل على مستوى الاتفاق النووي دون ان يتمكنوا من تقديم تبريرات مقنعة بشأن مواقفهم الملتوية وذرائعهم الفارغة من أي معنى.
اذن من حق الجمهورية الاسلامية ان تتكلم بملء الفم عن قدراتها وجهوزيتها باعتبارها لغة القوة والمنعة التي هي في تلازم وثيق مع لغتها الدبلوماسية القدرة على إقامة الحجة على الأطراف الغربية المعروفة بالتبجح والزيف والازدواجية.
ان الجمهورية الاسلامية ماضية قدماً في خياراتها السياسية والعسكرية والتقنية والنووية السلمية وليس لأحد ان يملي على طهران ما يرفضه العقل والمنطق وما يأباه قائد الثورة الاسلامية المعظم وما يستنكره الشعب الايراني المكافح الذي وضع ثقته بسماحة الولي الفقيه الامام الخامنئي (دام ظله) المدافع الحازم عن قضايا الأمة الاسلامية أمس واليوم وغداً، وازاء ذلك فإن مماطلات اميركا واوروبا لن تعود عليهما سوى بالخيبة والهزيمة النكراء وسخرية الرأي العام العالمي.
بقلم - حميد حلمي البغدادي