والقيت في المراسم كلمات قيمة، منها كلمة للدكتور صادق خاني علي اكبري مؤلف الكتاب، حيث قال: ان هذا الكتاب يحمل رسالة واضحة الي الارهاب العالمي والى قتلة الشهيد قاسم سليماني ليعلموا ان الشعب الايراني قرر انتخاب الشهيد سليماني رئيسا للجمهورية الاسلامية.
وفي الوقت الذي تقف فيه الجمهورية الاسلامية الايرانية امام الاستحقاق الرئاسي الاول في القرن الخامس عشر الهجري، فان هذه الرسالة القصيرة تجسد هذه الحقيقة البسيطة وهي ان وجود خطة عمل وميزانية وموارد انسانية متخصصة رغم انه من المقومات اللازمة لعملية التنمية والتطور، لكنها غير كافية وان البلاد تحتاج الى ادارة جديرة ولائقة وامينة وعلى معرفة بكل آليات الادارة في موقع رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية القادرة على اتخاذ القرارات الاساسية والمصيرية على الصعيدين الداخلي والخارجي فبالإضافة إلى حل المشاكل الراهنة يتطلع هذا الشعب لرئيس يحمل رؤية واسعة وعميقة يتخذ من مستقبل أفضل ومكانة أقوى للوطن والشعب هدفا اساسيا له ويكون ذا تأثير مباشر وخاص على مستقبل البلاد.
من هذا المنظور، وبالنظر إلى الأمثلة والشواهد التاريخية في سائر دول العالم ،فان هذا الكتاب يدرس أهمية وجود شخصية عسكرية على رأس السلطة التنفيذية في إيران.
واضاف، لقد حققنا من خلال هذا العمل البحثي نتائج نضعها اليوم امام آراء الشعب على شاكلة هذا الكتاب بهدف الاستشعار باسباب وأهمية وجود شخصية عسكرية على مستوى رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وتابع صادق خاني علي اكبري في جانب آخر من كلمته: لم تقتصر النشاطات السلمية للرؤساء العسكريين الذين يتناولهم هذا الكتاب فقط على الساحة الدولية، بل انعكست تأثيراتها بشكل واضح تمامًا على مجال الأمن الداخلي ايضا؛ فالرئيس الفلبيني الجنرال راموس ابرم اتفاقية سلام مع وفد متمردي مورو وحصد جائزة اليونسكو للسلام لعام 1997.
كما ان مبادرة سانتوس في كولومبيا كانت مثالاً واضحًا آخر على النزعة السلمية للرؤساء العسكريين حيث أبرم اتفاقية سلام مع المجموعات المناوئة للحكومة ونال جائزة نوبل للسلام لعام 2016.
الى ذلك ألقى الدكتور اللواء الاميرال نامي رئيس مركز الجيوبوليتيك الاستراتيجي في الجمهورية الاسلامية الايرانية كلمة في هذه المراسم، حيث اعرب بداية عن سروره لتبلور نظرة جديدة الى مقولة التاريخ السياسي للعالم وتطرق الى الخدمات المؤثرة التي قدمها نظام الجمهورية الاسلامية طوال العقود الاربعة المنصرمة.
وتحدث الاميرال نامي باسهاب حول الاستحقاق الرئاسي المقبل في ايران واستعرض مكاسب الحرس الثوري الايراني وقال ان الحرس الثوري قوة متعددة الاوجه تتعدى مهامها العمل العسكري الى ادارة مراكز ابحاثية وجامعية عديدة ويمكن اعتبارها قوة سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية وعملت بنجاح في مختلف الاتجاهات مستدلا بادارة الحرس الثوري التي كانت ادارة علمية وعملائية واستطاعت القيام باجراءات ايجابية في بيئة خاصة كما اشار الى بسالة افراد الحرس الثوري في الحرب المفروضة، مشيرا الى ان ادارة وقوة الحرس الثوري لم تسمح باحتلال اي جزء من ايران خلافا لما حدث على مدى 200 عاما مضى.
كما تناول الاميرال نامي قضية محور المقاومة وقال ان العدو حاول التغلغل الى الاراضي الايرانية الا ان اجراءات وتدابير قادة من الحرس من امثال الشهيدين سليماني وهمداني حال دون نجاح خطط الاعداء.
واعرب في ختام كلمته عن الامل بحضور عسكريين متعددى الاوجه في الانتخابات الرئاسية القادمة.
من جانب اخر قال الدكتور حسابي، ان هناك عاملين لنجاح الحكومات في ايران والعالم وهما اسناد دور اساسي للنخب والعلماء في مجال الانتاج وتحسين الظروف الاجتماعية وقال ان الشواهد التاريخية تؤكد ان المحيطين بالرئيسين بيسمارك وديغول كانوا من نخب المثقفين والعلماء الذين كانوا السبب وراء نجاح الرئيسين في مهامهما.
واضاف ان العامل الثاني علاقة المسؤولين الحكوميين والشعب، مشيرا الى ان والده الذي كان وزيرا للثقافة كانت يطوي المسافة بين بيته ومقر عمله مشيا على الاقدام ليبقى على تواصل مباشر مع الناس والاطلاع عن كثب على مشاكلهم ومتطلباتهم كما استذكر الامام الخميني كنموذج بارز للالتحام والتواصل بين القيادة والقاعدة والى الحد الذي اثر الشعب بنفسه وقدم العديد من التضحيات في الامتثال للامام الخميني.
هذا وتم في ختام المراسم اسدال الستار عن كتاب الرئيس العسكري وتوزيع نسخ منه على الحاضرين موقعة بتوقيع مؤلفه الدكتور صادق خاني علي اكبري.