إنجاز تاريخي يضاف الى إنجازات الدولة السورية التي تثبت أن المقاومة سبيل وحيد لتحرير الإنسان كما الأرض، وليس بالتطبيع واتفاقيات السلام وبيع الحقوق، وهو الفرق بين المطبعين ومن يحمل الحرص على انهاء عذابات الأسرى وجروحهم ومرارة عتمتهم،
ومن هنا كان "حرص الدولة السورية على تحرير مواطنيها من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي بكل السبل والأثمان الممكنة، يجري العمل على تحرير مواطنين سوريين من أبناء الجولان السوري المحتل من سجون الاحتلال الإسرائيلي. عملية التبادل عبر وساطة روسية لتحرير السوريين نهال المقت وذياب قهموز الأسير السوري من أبناء الجولان السوري المحتل في عملية تبادل يتم خلالها إطلاق سراح فتاة إسرائيلية دخلت إلى الأراضي السورية، منطقة القنيطرة بطريق الخطأ وتم اعتقالها من قبل الجهات المختصة السورية".
الخبر الذي اعلنته الدولة السورية، اوضح القضية الامنية الحساسة التي حاول ارهابي الكيان الاسرائيلي اخفائها، حيث اعلنت الدولة السورية بشكل رسمي، ان الصفقة بوساطة روسية، ولم يذكر الخبر السوري اسم الاسيرة من الكيان الاسرائيلي، أو تاريخ اعتقالها، أو مكان احتجازها مع الإشارة بالاسم إلى معتقلَين اثنين هما: نهال المقت وذياب قهموز، في ظل اصرار قادة الكيان على ابعاد الخبر عن التداول الاعلامي، وغلفت تلك القيادة في الكيان الغاصب كل تحركاتها واجتماعاتها بسرية مطلقة. الا ان ما رشح من معلومات يؤكد ان الاسيرة الاسرائيلية هي من مستعمرة "موديعين عيليت" المستعمرة المخصصة لليهود المتشددين، هذه المستعمرة لها اسم شعبي اخر وهو المنتشر هو كريات سيفر وهو مصطلح توراتي. أنشأها الاحتلال عام 1996 إلى الغرب من مدينة رام الله وتحديدا شمال شرق الشارع رقم 446 على أراضي قرى خربثا ودير قديس ونعلين، وهي من المستعمرات الكبيرة التي تضم المستوطنين المتدينين الأرثوذوكس، حيث انطلقت من كل تلك المسافة الى الاراضي السورية، وهي التي تبلغ من العمر 25 عاماً. وليس جديد ابعاد الحكومة في الكيان الاسرائيلي المعلومات عن التدول، بالذات ما يخص الاسيرة ففي حادثة سابقة، منعت الرقابة الإسرائيلية نشر نبأ اختفاء الاسرائيلي "أبراهام منغستو" من ذوي الأصول الأثيوبية، والذي وصل الى قطاع غزة في سبتمبر 2014 بعد تسلله من السياج الأمني شمالي القطاع، ولم تنشر الخبر حتى في يوليو 2015.
الاسيرة المحررة نهال المقت روت لقناة العالم من منزلها في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل ، ما حدث معها قبل ساعات من الإفراج عنها، حيث اكدت ان قوات كبيرة من الاحتلال من المخابرات والشرطة، ومندوبة عن حكومة الاحتلال، ومندوبة نتياهو في القدس المحتلة حضرت، لتفاوضها على اطلاق سراحها واغلاق ملفها ومساومتها على ترحيلها لدمشق" واكدت المقت انها " رفضت المساواة لانها تفضل الموت دون الرحيل عن الجولان السوري وبلدتها بمجدل شمس" واضافت المقت ان المفاوضات استمرت لساعات طويلة" وتابعت انه بعد مغادرتهم منزلها استدعوها الى مركز الاحتلال بالجولان، واستمرت المفاوضات لبعد العصر يوم الاربعاء الموافق لـ 17-2-2021، الى ان رضخت حكومة الاحتلال وتجاوبت للمطالب السورية ولرغبتها في بقائها بالجولان وتم اغلاق الملف دون قيد او شرط واوضحت المقت ان المندوب الروسي اصر بعد اذعان الاحتلال للمطالب السورية ورغبتها في البقاء داخل الجولان، الى تصوير ذلك الاقرار الصهيوني، بالاضافة الى التصوير مع الاسيرة المحررة نهال المقت، ليمنع اي مراوغة من قبل كيان الاحتلال.
نهال المقت اعتقلت في عام ٢٠١٧ اثر رد فعلها بعد صدور الحكم الجائر على شقيقها الأسير صدق المقت، ويقيت قيد المحاكمة والتحقيق حتى الشهر السادس من عام 2020 وصدر الحكم بحقها السجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ وغرامة مالية و٦ اشهر سجن، ووصفت المقت عن ظروف الاحتجاز انها عبارة عن مكان يشبه السجن لايوجد فيه ادنى مقومات الحياة، وهو عبارة عن مبنى من ثلاث طوابق، لايرى الشمس.
اما الأسير السوري ذياب قهموز والذي رفض شرط الكيان الإسرائيلي للإفراج عنه ضمن صفقة التبادل بشرط ابعاده الى الأراضي السورية، وهو من بلدة الغجر، يقضي حكما بالسجن 14 عاما في سجون الاحتلال، بعد اعتقاله في عام 2016، بتهمة الانتماء للمقاومة.
بقلم حسام زيدان