بطبيعة الحال فإن ايران جرَّبت مواقف حكومات الولايات المتحدة جمهوريّها وديمقراطيّها وهي على قناعة بأن واشنطن لم تلتزم بتعهداتها بدليل ان الاتفاق النووي اُبرم في عهد الرئيس السابق باراك اوباما، وان المنطق يدعو من كان نائبه سابقاً ورئيس اميركا حالياً ان يعود الى الاتفاق تلقائياً بعدما خرقه الرئيس المهزوم دونالد ترامب بتوقيعه التافه.
من الواضح ان صناع القرار الاميركيين يسيئون تقييم مكانة الجمهورية الاسلامية التي هي اليوم وكما أكد سماحة الامام الخامنئي في كلمته يوم الاربعاء 17/2/2021 أمام اهالي تبريز الذين كانوا الداعم الأول لانتفاضة أهالي قم وسريان لهيب الثورة الاسلامية المباركة بعد ذاك، على ان ايران دولة إقليمية وهي تتمتع بمزايا وإمكانيات لم يتم الإفصاح عن جميعها لحد الآن.
ان الجمهورية الاسلامية تحسن التصرف في تعاملها مع أساليب المراوغة والتسويف الاميركية وهي صاحبة تجربة غنية في التفاوض والمباحثات وتدرك حالياً ان واشنطن غير جادة ولا مهتمة ولا تعتزم العودة الى التزاماتها القانونية التي يفرضها القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في تموز 2015.
والسبب في ذلك هو ان عقيدة اميركا السياسية لا تسعى الى إنهاء المشاكل والخلافات بقدر ما هي تسعى الى استغلالها حتى تتسنى لها الفرصة المناسبة للالتفاف والغدر والدسيسة وقد أثبتت سياساتها الدائمة أنها لا تريد وفاقاً مع ايران بل تخطط للإيقاع والإطاحة بها حتى تعود عبدة للاستراتيجية الصهيو غربية وقاعدة للامبريالية العالمية.
الجمهورية الاسلامية تقود اليوم محور المقاومة بوجه التوسع الاميركي الاسرائيلي في المنطقة وقد عرضت المطامع الاستكبارية لضربات قاصمة كما حصل في عين الأسد. كما ان الكيان الصهيوني يئن هو الآخر من ضربات حزب الله المجاهد الذين أصبح هو الآخر ذا ثقل إقليمي كبير يجعله يهدد الدولة العبرية في العمق ويحذرها من أيِّ ألاعيب سياسية، بأنها سترى أوضاعاً فظيعة لم تر مثلها منذ اصطناع "اسرائيل" فوق أرض فلسطين المغتصبة.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي