فنظام المنامة يمارس تحطيماً انسانياً لا مثيل له ضد أبناء الشعب الذي اطلق انتفاضته السلمية لا طمعاً في سلطة ولا وصولاً الى مطالب استثنائية. فكل ما يصبو إليه هو إجراء العدالة والمساواة والإنصاف بحق أغلبية المواطنين الذين يدينون بمذهب أهل البيت (عليهم السلام) كما يطالبون بإطلاق سراح مئات المعتقلين الذين اكتظت بهم سجون النظام بدون ذنب إلا ذنب الوطنية والتمسك بالحقوق والمطالبة بالعدالة.
من الواضح ان الشعب البحريني يدفع ضريبة ثورته الحضارية أثماناً باهظة وها هو زعيمهم سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم (دام ظله) يعيش النفي فيما يعاني قادة ثورة دوار الؤلؤة من أبشع الممارسات التعسفية في سجون آل خليفة الذين وصل بهم الانحطاط الى التحالف مع الكيان الصهيوني والاعتراف بـ "اسرائيل" الغاصبة لفلسطين والقدس الشريف.
الزعيم الاسلامي الشيخ عيسى قاسم أكد في بيان له يوم الأحد 14 شباط 2021 ان شعب البحرين سيواصل حراكه التغييري على طريق الاصلاح لا الإفساد حتى يوم النصر وإحقاق الحق واخراج الوطن من محنته.
أما المعارضة البحرينية فانها لم يعد لها من متنفس إلاّ الاعلام الخارجي ومواقع التواصل الاجتماعي والاحتجاجات الشعبية في بعض العواصم، وحتى مواقع التواصل تواجهها في معظم الاحيان بمقص الرقابة والفلترة وعمليات التعتيم غير الحضارية.
المعارضون خلَّدوا في عدد من التغريدات والبيانات شهداء ثورة 14 شباط 2011 وذكَّروا العالم بجميع معتقلي الرأي والناشطين القابعين خلف السجون لمجرد رفضهم عنصرية النظام.
ومن الطبيعي ان يطالب العالم التحرري بإطلاق سراح المعتقلين دون قيد أو شرط ويدعو الى اتخاذ التجاوب العادل الذي ينصف الشعب البحريني ويناصر ثورته المظلومة.
من المؤكد أن شعب البحرين ماض في ثورته دون هوادة وهو الثابت في هذه الثورة، أما المتغير فإنه نظام القمع والغطرسة الخليفية الذي يحاول معاكسة التيار وتجاهل الحقوق الإنسانية والقانونية للشعب بلغة الحديد والنار من جانب وبإعطاء اميركا والاتحاد الاوروبي مزيد من الامتيازات العسكرية والتجسسية في هذا البلد.
ولاشك في ان الاستقواء بالخارج هو سلاح الحكام الجبناء العاجزين الذين يسحقون الشعب ويفرطون بالسيادة الوطنية لقاء البقاء في السلطة ظلماً وعدواناً.
بقلم: حميد حلمي البغدادي