في اجتماع عقد بين وزيري خارجية العراق وإيران في نيويورك اتفق الطرفان على إخراج الإمام الخميني من العراق.
وفي 23 من ايلول 1978 حوصر منزل الإمام الخميني(قدس سره الشريف) في النجف من قبل قوات امن النظام العراقي، مما فجر غضب المسلمين في إيران والعراق وسائر البلدان. ففي لقائه الإمام ابلغه رئيس دائرة الأمن العراقية بأنَ شرط إقامته في العراق، الكف عن نشاطه الجهادي وعدم التدخل بالسياسة.
وقد رد الإمام بحزم على هذا الاقتراح منوهاً الى احساسه بالمسؤولية قبال الامة الإسلامية، الأمر الذي يمنعه من السكوت او عقد أي نوع من المصالحة.
وفي الرابع من تشرين الاول/اكتوبر من العام نفسه، غادر الإمام الخميني النجف الاشرف متوجهاً الى الكويت، غير أنَ الكويت امتنعت عن استقباله بايعازٍ من النظام الايراني.
عندها اقترح البعض السفر الى سوريا او لبنان، غير ان الإمام الخميني ـ وبعد التشاور مع نجله حجة الاسلام الحاج السيد احمد الخميني ـ قرر السفر الى باريس.
وفي السادس من تشرين الاول عام 1978 وصل الإمام الخميني الى باريس. وبعد يومين من وصوله انتقل الى منزل احد الايرانيين المقيمين في نوفل لوشاتو (ضواحي باريس).
وبعدها قام موظفو قصر الاليزية بابلاغ الإمام الخميني بوجهة نظر الرئيس الفرنسي (جيسكار ديستان) المتمثلة بضرورة اجتناب الإمام الخميني لاي نشاط سياسي. وقد رد سماحته بحزم بأن هذا يتنافى ومزاعم الديمقراطية، وانه اذا اضطر للسفر من مطار الى مطار ومن بلد الى بلد فإنه لن يكف عن جهاده لتحقيق اهدافه.
وكتب الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان في مذكراته بأنه كان حينها قد اصدر الأمر باخراج الإمام الخميني من فرنسا، لكنه عدل عن قراره في اخر لحظة عندما حذره ممثلو النظام الايراني والسياسيون الذين كانوا يعيشون اقصى حالات القلق والاضطراب، من مغبة وقوع رد فعل جماهيري يستحيل السيطرة عليه، وانهم غير مسؤولين حينها عما سيقع في إيران وفي أوروبا.
وخلال مدة اقامة الإمام في نوفل لوشاتو التي دامت اربعة اشهرٍ، تحولت تلك المدينة الصغيرة الى أهم مركزٍ خبري في العالم، وعرض الإمام الخميني من خلال اللقاءات الصحفية المتعددة التي اجريت معه مختلف وجهات نظره حول الحكومة الإسلامية واهداف نهضته المستقبلية امام العالم اجمع، وبذلك تعرف الكثيرون على فكر الإمام وثورته، ومن هنا ابتدأت قيادته لأصعب المراحل في النهضة الإسلامية الايرانية.