وبدأ الاعلام الامريكي يسلط الاضواء على عورات الرئيس السابق دونالد ترامب ، وبشكل فاضح بحيث اصبحت المصطلحات والاوصاف (معتوه ، ارعن ، طرمبة ، مجنون،... وغيرها) التي كان يطلقها اعداء ترامب تستخدم بشكل واسع في تصريحات المسؤولين ووسائل الاعلام الامريكية وتطرح بشكل علني امام الرأي العام.
وعلى سبيل المثال.. الممثل الأمريكي المشهور "روبرت دي نيرو" اقترح على الحكومة الأمريكية بأن ترمي ترامب للإيرانيين ، وللاسف هبت مواقع التواصل الاجتماعي نشر هذا المقترح اما على شكل مقالة او كاريكاتير ساخر ومن اطراف متعددة وبدوافع مختلفة...
وهنا نقول لكل من نشر هذا المقترح كان الاولى ان تخاطب "روبرت دي نيرو" اين كنت عن هذا عندما كان ترامب يقتل اطفال اليمن ويمنع بيع الدواء لاطفال ايران ويدير العمليات الارهابية في شوارع بغداد ومدن العراق وينتهك القوانين الدولية وينقل سفارته الى القدس المحتلة ويهب الجولان السوري للاحتلال الصهيوني ويقتل الابرياء في افغانستان وقائمة الجرائم الامريكية طويلة لا يسع المقال لذكرها...
كما ان الجامعات الامريكية هي الاخرى أعلنت عن سحب الشهادات الفخرية التي منحتها للرئيس الامريكي دونالد ترامب وهو يعيش آخر ايام رئاسته.
ونقول لهذه الجامعات لماذا منحتم دونالد ترامب كل هذه الشهادات؟
هل هي مكافأة رخيصة لمواقفه اللاإنسانية اتجاه المهاجرين عندما امر بإلقاءهم الى الأفاعي والتماسيح وامام وسائل الاعلام دون حياء ، أم لأجل انسحابه الغير قانوني من الاتفاقيات الدولية؟
ام لنقضه المعاهدات مع الدول الاخرى ومنها دول حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية؟
جميع هذه الجرائم والمخالفات والانتهاكات للقانون الدولي لم تحرك لدى كبار المسؤولين في الكونكرس ساكنا واليوم يريدون محاكمة الرئيس السابق دونالد ترامب حيث اعلنت رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" إن فريق الادعاء جاهز للشروع في محاكمة ترامب بتهمة التحريض على العصيان واقتحام مبنى الكونغرس.
ونسأل السيدة "بيلوسي" اين كنت عندما كان ترامب يمارس ابشع الجرائم ضد شعوب العالم ويخالف القوانين الدولية؟
سيدة "بيلوسي" يبدو ان اقتحام مبنى الكابيتول الامريكي اهم بكثير من الدماء التي اراقها ترامب على ارض العراق وسوريا واليمن وافعانستان وغيرها من بلدان العالم والتي لم يرف لكم جفنا عليها... علما ان ترامب اعترف بهذه الجرائم ومن على شاشات الفضائيات العالمية!!!
ولكن الامر واضح لكل ذي بصيرة ان الولايات المتحدة تريد من هذه الضجة الاعلامية ومن هذه المحاكمة ان تلمع صورتها وتغسل عنها ذنوب ما ارتكبته من انتهاكات فاضحة بحق البشرية وكان اقساها الاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني صاحب الارض المغتصبة ، وقتل اطفال اليمن جوعا ومرضا من خلال عدوان غاشم وحصار جائر على هذا البلد، ونهب ثروات العراق والاعتداء على سيادته وكرامته وقتل ابناءه وقادته علنا ، ومعاناة الشعب الافغاني الذي مارستم عليه اسوء الجرائم ، وفي سوريا التي مزقتم شعبها ودمرتم بناها التحتية ، ولبنان الذي تشعلون فيه الفتن ، وغير ذلك من الامثلة على الجرائم الامريكية.
ان الولايات المتحدة تريد ان تلقي تبعات كل الجرائم التي ارتكبتها ضد الشعوب على عاتق ترامب لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل عدوانها وباساليب جديدة.
والمصيبة الكبرى ان الغالبية امست تردد ما يريده الاعلام الامريكي دون ان تعي الاغراض وراء الحملة الشرسة على رئيس امريكي يتبناها من اوصله قبل اربع سنوات الى البيت الابيض واليوم يعلن البراءة منه ومن اعماله.
يجب ان لا تنطلي علينا هذه الألاعيب الشيطانية لان الغرض من وراءها هو حرف الانظار عن العدو الاستراتيجي الى عدو زائل يتمثل بشخص معين ، مارس دوره المناط به ضمن خطة معدة سلفا.
انها خدعة تمارسها تلك الادمغة الشيطانية القابعة خلف الكواليس والتي تمثل الادارة الحقيقية والواقعية للبيت الابيض في الولايات المتحدة الامريكية.
فالحقيقة التي يجب ان يدركها الجميع وبالخصوص الشعوب المستضعفة ان مشكلة العالم لم تكن شخص الرئيس الامريكي ، بل مصيبة البشرية اليوم هي النظام الامريكي المتغطرس الذي لا يحترم حتى قوانينه.
ولكن لنا في قوله تعالى العون والمدد "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" لمقاومة هذه الغطرسة الامريكية وافشال كل مخططاتها الجهنمية.
جابر كرعاوي