وشكك عطوان في مقال نشره في صحيفة الرأي اللندنية في ان تكون الصدفة هي السبب في تزامن الاستهدافات التي تعرض لها البلدان العراق وسوريا بعد يومين فقط من تَولّي الرئيس الأمريكي جو بايدن مهام سلطاته.
وذكر عطوان انه اذا كانت الرّسالة الإسرائيليّة التي حملتها صواريخ الغارة الأخيرة على حماة تقول لبايدن إنّ الغارات على سورية ستستمر وستظل “دار لقمان” السوريّة على حالها، فإنّ نظيرتها العِراقيّة تُؤكّد أنّ العمليّات الانتحاريّة ستعود إلى العاصمة العِراقيّة وربّما بشَكلٍ أقوى.
وربط عطوان التفجيرات الاخيرة في العراق مع المطالبات العراقية الاخيرة بخروج المحتل وقال" وعليكم كعراقيين حُكومةً وشعبًا أن تدفعوا ثمن أيّ مُطالبة بطرد القوّات الأمريكيّة من العِراق، والتّفكير، مُجرّد التّفكير، بالانضِمام إلى محور المُقاومة، وإشهار سيف العداء في وجهِ كُلٍّ من الولايات المتحدة ودولة الاحتِلال الإسرائيلي".
ويتساءل عبد الباري عطوان: ومن حقّنا، وحق جميع العِراقيين أنْ يسألوا أيضًا، لماذا لم يتم طِوال هذه السّنوات تأسيس جيش وأجهزة أمنيّة قويّين ترتقي إلى مكانة البِلاد وإرثِها الحضاري، فالمال مَوجودٌ والرّجال موجودون، والتّاريخ العسكريّ والمدنيّ العِراقي في هذا المِضمار لا يُمكِن نُكرانه، فنحن نتحدّث هُنا عن دولةٍ إقليميّةٍ نفطيّةٍ عُظمى تزدحم بالكفاءات والعُقول الجبّارة، ويعود تاريخها إلى أكثر مِن 8 آلاف عام".
واعرب عطوان عن المه لأن: "كُل التوقّعات تُشير إلى أنّ أيّام العِراق القادمة، وبعد تولّي جو بايدن الحُكم في أمريكا، ستكون “غير ورديّة”، إن لم تَكُن “دمويّة”، حافلةً بالاضّطرابات والتّفجيرات وانعِدام الأمن وغِياب الاستِقرار، فهذا الرّجل كانَ وربّما لا يزال، من أكثر المُحَرِّضين على العُدوان على العِراق واحتِلاله وتدميره، ووقف وهو الدّيمقراطي في خندق الغزو الأمريكي الجُمهوري لبغداد زمن جورج بوش الابن، وهو صاحب نظريّة تفكيكه وتقسيمه إلى ثلاث دول على أُسسٍ طائفيّةٍ وعِرقيّةٍ مُتَبَنِّيًا نظريّة الصّهيوني برنارد لويس".
واشار عطوان الى الهجوم الاخير على سوريا وقال "نعود إلى المِلف السّوري مُجَدَّدًا، والعُدوان الأخير على مُحافظة حماة، ونعترف مُسبَقًا بأنّ جميع الغارات الإسرائيليّة التي زادت عن 300 غارةً حتّى الآن، فَشِلَت في تحقيق أيٍّ من أهدافها، ولكن هذا لا يكفي والاستِمرار في ضبط النفس، وعدم الرّد باتت مُخاطرةً أكبر بكثير من منافعه، ويجب إجراء مُراجعة سريعة تَخرُج باستراتيجيّةٍ مُحكَمةٍ تتبنّى خِيارات الدّفاع عن النّفس بفاعليّةٍ أكبر ومن بينها الرّد الحاسِم على كُلّ غارة إسرائيليّة وبالمِثل، فالحرب في حال اشتِعال أوراها لن تكون طريقًا من اتّجاهٍ واحِد".
المحلل والاعلامي الفلسطيني عبد الباري عطوان