عندما يواجه البشر ألمًا حادًا، فإنهم يميلون إلى إغلاق أعينهم بإحكام، ورفع وجنتهم، وكشف أسنانهم، وقد يبتسمون أيضا؛ لذلك أراد مؤلفو الدراسة فهم ما إذا كان التلاعب بتعبيرات وجوه المشاركين أثناء الحقن بالإبرة قد يؤثر على تجربتهم مع الألم ومستويات التوتر المرتبطة به.
ووفقا لموقع «ميديكال نيوز توداي»، جنّد الباحثون بالدراسة، التي أجريت بجامعة كاليفورنيا، 231 مشاركًا، لاستكشاف الروابط المحتملة بين تعبيرات الوجه والإحساس بالألم، وتلقى جميع المشاركين حقنة من محلول ملحي باستخدام إبرة مماثلة لتلك المستخدمة في إعطاء لقاح الإنفلونزا.
وقسم الباحثون المشاركين إلى 4 مجموعات، وتلاعبوا بوجوه المشاركين في التعبيرات المختلفة باستخدام عيدان تناول الطعام الموضوعة في الفم، وبينما كان المشاركون يحملون تعابير وجههم، أدار أحد الممارسين الحقن بمحلول ملحي، بمجرد أن يضع الممارس ضمادة، أزال المشارك عيدان تناول الطعام من فمه وأكمل استبيانًا حول مقدار الألم الذي يعانون منه.
وأظهرت نتائج الدراسة أن تأثير تعابير الوجه كانت أقوى بعد الحقن مباشرة، كما أوضح الباحثون أن الأشخاص الذين قاموا بتعبيرات وجه مثل الابتسامة، أبلغوا عن حوالي 40% أقل من ألم الإبرة، وكانت بيانات معدل ضربات القلب لديهم، أقل بكثير من المشاركين الذين لم يقوموا بأي تعابير للوجه.
وتشير هذه النتائج إلى أن كلا من الابتسام والتكهن يمكن أن يحسنا من تجارب ألم الإبرة الذاتية، كما أن الابتسامة قد تكون أكثر ملاءمة لتقليل الاستجابات الفسيولوجية الناجمة عن الإجهاد مقارنة بتعبيرات الوجه الأخرى.
وليست هذه الدراسة فقط التي تظهر نفس النتائج، بل كان العلماء مهتمين بفهم تأثير تعابير الوجه على إدراك الألم والمزاج لسنوات عديدة، كما هناك فرضية تنص على أن تنشيط عضلات الوجه يمكن أن يعزز أو يقلل من التجارب العاطفية.