فقد صرح المتحدث باسم الخارجية السيد سعيد خطيب زاده في مؤتمره الصحفي الاسبوعي امس الاثنين، ان الدول التي حاولت شراء امنها من الخارج الحقت الضرر بالمنطقة وباتت مصدراً للعدوان.
من الواضح ان ما اقدمت عليه الانظمة الهجينة بالمنطقة التي وضعت مصالحها ومصالح جيرانها فوق فوهة بركان وجعلت المخاطر والتهديدات تتفاقم من يوم الى يوم ومن ساعة الى ساعة، لن تشعر بغباء ما راهنت عليه الا عندما تتحول المنطقة كلها الى ساحة للحروب والصراعات الطاحنة وآنئذ لن ينفع الندم.
لقد شهدت منطقة الخليج الفارسي عقودا من انعدام الامن والتوترات الشديدة نتيجة للسياسات الخاطئة وبسبب لجوء بعض الانظمة الى التحالف مع اميركا وبريطانيا وفرنسا وحلف الناتو جميعا، الامر الذي لم يعد عليها سوى بالخوف والهلع والقلق المتزايد، وهو ما لم يكن ليحدث لو ان تلك الانظمة اتعظت بالتجارب المريرة السابقة وجنحت الى التعقل والاتزان حفاظا على مصالح شعوبها.
من المؤكد ان الجمهورية الاسلامية تنظر الى الامن الاقليمي باعتباره مطلبا استراتيجيا به يمكن صيانة الاستقرار والجوار والوئام وبدونه تعم اشكال الفوضى والاضطرابات التي لا ينبغي لشعوب المنطقة ان تتعرض لويلاتها ومصائبها وكوارثها الوخيمة.
فالمنطقة وبما تنطوي عليه من خيرات وثروات واهمية جيوستراتيجية يجب ان تكون واحة سلام لشعوبها قبل الاخرين ومحطة هادئة يأمن فيها كل من يطمع بالخير ويتطلع الى سلامة امدادات الطاقة دون منغصات او قرصنة دولية كرستها القوات الاميركية الاطلسية بعد احتلالها افغانستان والعراق.
كما جاء التطبيع البغيض ليؤجج المزيد من التوترات على خلفية رهان البحرين والامارات الخاسر على الحصان الصهيوني الذي ثبت انه زائف ولن يحقق الجوائز التي يصبو اليها المراهنون الاغبياء. فالتطبيع هو الوهم القاتل الذي سيقضي على المهرولين اليه رجاء الحصول على سراب الامن ممن اغتصب فلسطين ونفذ المجازر والابادات والتشريد بحق شعبها المظلوم.
ولا شك في ان الخيار الاكثر مقبولية وهو الاكثر اهمية ونجاعة وتدبيرا، يكمن في العودة الى الذات ونبذ الاوهام الخارجية التي لم تحمل للمنطقة سوى المآسي والنكبات والتصادم، وعلى هذا الاساس قال المتحدث باسم الخارجية مؤكدا على قيام ترتيبات امنية ذاتية: ان لا داعي للقلق لأن ايران ترحب بالحوار حول المنطقة وانه كلما كان هناك تسارع لانجاز هذه الترتيبات الاقليمية كان ذلك افضل لهم وللجمهورية الاسلامية ولأمن الجميع.
بقلم الكاتب والاعلامي حميد حلمي البغدادي