تغريدة ترامب كانت الشراره التي اشعلت اضطرابات واعمال شغب اثارتها جماعات يمينية عنصرية متطرفة في العديد من الولايات الامريكية وفي العاصمة واشنطن، مؤيدة لمزاعم ترامب بشأن تزوير الانتخابات وان بايدن سرق الانتخابات من ترامب. حيث قامت جماعة "أوقفوا السرقة" المرتبطة باليمين المتطرف الموالي لترامب روجر ستون وجماعات كنسية، ومجموعات من محتجي جماعة "براود بويز" العنصرية المسلحة، بالتظاهر والاشتباك مع جماعة "أنتيفا" المناهضة لليمين المتطرف.
مصادر في شرطة ولاية واشنطن اكدت أن شخصا تعرض لإطلاق نار خلال صدامات بمدينة أولمبيا عاصمة الولاية ، بين المؤيدين لترامب والمناوئين له. فيما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" إن عدة أشخاص تعرضوا للطعن أثناء صدامات منفصلة في العاصمة واشنطن، خلال تجمع بدعوة من حركة "براود بويز" اليمينية للاحتجاج على نتائج الانتخابات، وحكم المحكمة العليا.
كلام ترامب عن "المعركة التي بدأت للتو"، لا يمكن المرور من امامه مرور الكرام، او اعتباره كلاما قاله في حالة غضب او احباط، فالرجل من الواضح انه عاقد العزم على عدم ترك البيت الابيض بالسهولة التي يتوقعها البعض، ليس من منطلق ابعاد شخصيته غير المتزنة والرعناء، بل بوجود قرائن قوية تدل على ذلك، فمازال يصر وبشكل غير مألوف على ان الانتخابات مزورة من دون تقديم اي دليل، رغم خسارته عشرات الشكاوى التي رفعها امام المحاكم ومنها المحكمة العليا، التي عين ثلاثة من قضاتها هو شخصيا. بالاضافة الى القرارات التي يتخذها بإقالة وتعيين وزراء، بينما لا تفصله الا اسابيع قليلة عن موعد 20 رحيله عن البيت الابيض، فبعد ان أقال وزير الدفاع مارك اسبر، يدرس الان، كما ذكر موقع أسبرس الامريكي، خيارات استبدال وزير العدل وليام بار، ومفوض إدارة الغذاء والدواء ستيفن هان، ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل.
من بين كل القرائن التي تؤكد على ان ترامب يتصرف وكأنه فاز بولاية ثانية، وانه لابد ان يحارب حتى النفس الاخير من اجل الدفاع عن "فوزه" مهما كانت النتائج، هو التصريح الخطير الذي ادلى به مستشار ترامب السابق للامن القومي الجنرال مايكل فلين، في أول ظهور علني له منذ إصدار ترامب عفوا عنه، تعليقا على قرار المحكمة العليا، وتشجيعا لانصار ترامب بالنزول الى الشوارع، حيث قال في كلمة أمام مناصري ترامب الذين تظاهروا في واشنطن: "إن المحاكم ليست هي من تقرر من يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، بل الشعب"!!.
من الواضح ان الجنرال فلين، برفضه العلني النزول عند حكم القانون، ورفضه قرارات المحاكم الامريكية وخاصة المحكمة العليا، لا ينوي فقط التمرد على القانون واعلان العصيان، بل بصدد قيادة المجاميع العنصرية واليمينية المتطرفة والمسلحة، التي بدات تتجرأ على استخدام السلاح، لاسيما بعد كلمة فلين امام انصار ترامب المسلحين، حيث تعرض عشرات الامريكيين لحوادث طعن واطلاق نار ، الامر الذي يؤكد ان ترامب بدأ "معركته للتو" والتي سيقودها الجنرال فلين.
سعيد محمد - العالم