السؤال الملح والذي يؤرق المتابع الغيور هو :
ترى لماذا إقتصر المؤتمر على حشد العتبات فقط دون الفصائل الأخرى!!؟ الا يعزز هذا الاختزال والتهميش الدعاوى التي يتبجح بها أعداء العراق والمذهب بان هناك حشدين الاول عراقي تابع للمرجعية والثاني تابع لأيران!! مع أن الجمهورية الاسلامية هبت بكل ثقلها برجالها وعتادها لدعم الحشد بكل فصائله ولم تدعي يوما بان هذا تابع لها وهذا لغيرها!!!؟؟
الملفت أيضا أن القائمين على المؤتمر قد وجهوا الدعوة الى الكثير من مسؤولي الدولة لحضور المؤتمر واستثنت بذلك رؤساء الفصائل المهمة الاخرى في الحشد الشعبي من الحضور!!
بنظري أن ما يحصل يفرق ولا يجمع يؤنس العدو ويحزن الصديق يذكي الفتنة ويفرق الجمع ولعمري لست ادري هل اصبح الحس الوطني الذي يتغنى به البعض هو أعلى رتبة من الاسلام والوحدة ونصرة الحق؟ مع أن الذي دفع شباب العراق الغيارى للدفاع عن حياض الوطن والعرض والمذهب هي الاستجابة لصرخة الحق التي نادى بها المرجع الاعلى سماحة السيد السيستاني حفظه الله في وقت لم يكن هناك حشدان بل كلهم يد واحدة ترعاهم عين السماء بدعم واسناد من رجال فارس بعد ان تبرئت كل القوى منا والتي تكن العداء لهذا الحشد وتطالب بتفكيكه بعد إنجازاته الرائعة في ميدان القتال مع داعش!!
تصحيح المسار ومحاولة درء الفتن وعدم إفساح المجال لقوى الشر والعدوان بالنيل من حشدنا المستهدف بكل فصائله هي من واجباتنا الاساسية وضرورة التصدي لكل مايفرق بين أبنائه والمنتسبين اليه وإن وجدت هناك أصوات نشاز تحاول زرع الفرقة والتسلق على أكتاف البسطاء تحت أي غطاء فعلى المتصدين من ذوي البصائر لجم أفواههم إرضاءا لله ونصرة لكلمة الحق.
لاتكاد مواقع التواصل والفضائيات المغرضة تخلو من تصريحات مسمومة من الآمريكيين وذيولهم في المنطقة بضرورة التخلص من هذا المكون المبارك وآخرها وليس أخيرها ماصرح به وزير الخارجية الآمريكي بأن مليشيات إيران تشكل خطرا مباشرا على الامن والاستقرار في المنطقة وهدفنا الاول هو القضاء التام على هذه المليشات ، حسب زعمه!!
الا تشكل هذه التصريحات اللامسؤولة رسالة واضحة لذوي الاختصاص وضرورة تفهم هذه الرسالة وأخذها محمل الجد؟؟ ناهيك عن الضربات والتهديدات المتكررة لفصائل الحشد الشعبي من قبل الصهاينة والامريكان وذيولهم الأعراب.
وختاما إن للدماء التي سالت على أرض المعركة حق علينا جميعا... فأن الدم هو دم عراقي واحد يحتم علينا أن نفي بحقه وأن نؤدي ماعلينا من واجب تجاهه فكلنا مسؤلون غدا أمام الله تعالى إن فرطنا بقطرة من قطراته الزاكية وكلنا مسؤلون ومحاسبون بيوم لايفز فيه الا المخلصون...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)
بقلم : طارق الخزاعي