الصهاينة مضوا في نشر اخبار اللقاء بموافقة سعودية مسبقة وفقا للقناة الإسرائيلية الـ12 ، وقالت المراسلة السياسية للقناة 12، دانا فايس، أن الرقابة العسكرية في "إسرائيل" لم تكن لتسمح بالنشر حول لقاء نتنياهو وبن سلمان، دون الموافقة الرسمية السعودية والإسرائيلية.
مضى النظام السعودي في سياسة الانكار بديلا عن الصمت ، جاء نتيجة وقوع وتطورات الهجوم اليمني على جدة هجوم غير متوقع في التوقيت والجغرافيا والجرأة أيضا في ايصال الرسائل العملية الى أكثر من طرف.
الهجوم اليمني حمل ثلاثة عناصر جديدة ، صاروخ جديد من نوع كروز يحمل اسم قدس اثنين تجاوز المنظومات الدفاعية الامريكية واظهر عجزها رغم تعددها باتريوت وباك 3 المطوره عن باتريوت.
وفي ذلك رسالة أيضا الى الدول التي تنزلق في مسار التطبيع تلبية لرغبة أمريكية ، ان امريكا وكيان العدو لن يكونا قادرين على حمايتكم من غضب الشعوب الحرة نتيجة الخيانة التي تنزلقون فيها.
وفي الجغرافيا ، الصواريخ اليمنية تطال مدينة جدة الحيوية لأول مره والبعيدة عن صنعاء بما يقرب من الف كيلو متر ، وفي ذلك مؤشر الى ان صنعاء ماضية في زيادة وتيرة هجماتها على العمق السعودي لإرغامها على وقف العدوان ورفع الحصار وهو المطلب الأساسي الذي تصر عليه صنعاء في كواليس المفاوضات التي ينشط فيها مارتن غريفث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن.
ورسالة للنظام السعودي بان الخيانة العلنية ستستدعي ردا عمليا مختلفا عما وجدته الامارات لكون الحرمين الشريفين موجودين في مناطق يسيطر عليها النظام السعودي ، ولا يمكن التهاون إزاء خيانة من هذا النوع وفتح ارض الحرمين الشريفين لليهود الصهاينة بما يحمله ذلك من مخاطر مؤكدة تحيق بهما.
وفي التوقيت يشير الهجوم الى قدرة استخبارية متنامية لدى صنعاء او امتلاكها قنوات معلوماتية مكنتها من معرفة توقيت الاجتماع واختيار الوقت المناسب لإيصال رسالة سياسية الى اطراف الاجتماع الخياني الثلاثة واختارت لذلك استخدام والكشف عن صاروخ قدس 2 المجنح الجديد.
واستخدام صاروخ يحمل اسم القدس على الرغم من امتلاك صنعاء منظومات باليستية تطال مدينة جدة ، رسالة ذات دلالة عميقة بان الهجوم له علاقة بمسار التطبيع الذي تتوق اليه الرياض داعمة ومؤيدة ، وتقف صنعاء في صدارة المواجهين له رغم انها ترزح تحت عدوان وحصار غير مسبوقين في التاريخ الحديث.
الهجوم اليمني على محطة أرامكو في جدة دعما شعبيا عربيا واسلاميا بعد انفضاح أمر اللقاء الصهيوني السعودي في نيوم.
وتجدر الإشارة الى أنه على مدى 45 عاما من التطبيع المصري مع الكيان الصهيوني الا ان اتفاقية كامب ديفيد ظلت ميتة شعبيا وفشلت في كسر حاجز الرفض الشعبي لها حتى من الفئات التي تعتبر نفسها "منفتحة" كالفنانين والممثلين والامر ذاته في الأردن ، وظلت المحاكمات النقابية والفصل من المهن تطال من يظهر مع شخصية صهيونية او يبرر التطبيع تغذي تلك المشاعر دماء الشهداء وقدسية ارض فلسطين الإسلامية . حادثة قذف وطرد النائب المصري توفيق عكاشه وطرده وفصله من البرلمان لاتزال ماثلة في الاذهان ، وفصل العديد من منتسبي المهن بما في ذلك الفنية في مصر والأردن لمجرد ظهورهم مع صهاينة.
وفي اطار أوسع يضع مراقبون هجوم جدة ضمن سياق ردود يجري تحضيرها من قبل محور المقاومة على الدول التي تدفع باتجاه تطبيع وجود الكيان الصهيوني ، وهذا الحجم من الردود بحسب أولئك فاجأ اطراف السهرة الخيانية في نيوم شمال الجزيرة العربية، ظنا بأن الردود لن تتجاوز سقف ما حصل عقب توقيع الامارات والبحرين اتفاقيات التطبيع المذلة.
واعتبر هؤلاء ان الصاروخ اليمني اربك الأمريكيين بالدرجة الأولى الراعين لمسار التطبيع والغارقين بمشاكلهم الداخلية والصراع المتنامي مع الصين وروسيا ، ولذلك كانوا هم اول من علق على الهجوم واطلق تهديدا بان كل الخيارات للتعامل مع من سماهم بالحوثيين مفتوحة ، حسب روبرت اوبراين مستشار الامن القومي الأمريكي والذي كان في زيارة الى الفلبين ، فيما كان النظام السعودي لايزال يعيش أجواء الصدمة وارتباك المشهد.
ويضيف هؤلاء الى الطرف الأمريكي يسعى الى طمأنة السعوديين عقب الهجوم اليمني النوعي ، لمواصلة المضي في نقل العلاقة مع " إسرائيل " الى العلن بعد عقود من السرية والتنسيق الأمني والعسكري الكامل وذلك ما يهم "إسرائيل" ، وبحسب نبيل خوري نائب السفير الأمريكي سابقا في اليمن والذي قال " انهم – السعوديون - مستعدون للتطبيع الكامل مع "إسرائيل ".
وأضاف لبي بي سي : السعودية في طريقها للتطبيع الكامل مع إسرائيل وان لم يحصل قريبا جدا ، هناك فقاقيع وبالونات اختبار لترى القيادة السعودية ردود الفعل وحتى الان ردود الفعل ليست بالشكل الذي يردعهم عن هذه الخطوة . وفق تعبيره
رسائل الصاروخ قدس 2 لن تهدأ قبل فترة طويلة من الزمن وان اخمدت نيران حريق ارامكو جدة ، فالنيران السياسية ستبقى مشتعلة لفترة من الزمن وسيضع الهجوم اليمني مزيدا من حواجز الصد في مسار التطبيع المذل الذي ينخرط فيه الاعراب.
وهو في ذات الوقت يمنع " اسرائيل " من الاطمئنان الى اتفاقيات التطبيع اشبه بفقاقيع الصابون سرعان ما تنفجر في وجوه مطلقيها.
قدس 2 يعلن عن اليمن قبلة للمقاومين عن فلسطين ووجهة لتحرير القدس وعودة الشعب الفلسطيني الى ارضه حرا كريما ، واستعادة المسلمين قبلتهم الأولى.
المصدر : المسيرة نت