وتأتي ادعاءات صحيفة نيويورك تايمز بالتواطؤ مع الكيان الصهيوني الذي زعم بان الموساد قام باغتيال المدعو "ابو محمد المصري" احد الاعضاء البارزين بتنظيم القاعدة في طهران خلال شهر آب-اغسطس الماضي.
وقد صرح الناطق باسم الخارجية الايرانية السيد سعيد خطيب زادة بان هذه المزاعم عارية عن الصحة نافيا وجود ارهابيين اعضاء بالقاعدة فوق الاراضي الايرانية.
من الواضح ان ما يسوقه الاعلام الاميركي المتصهين من اكاذيب وادعاءات زائفة ضد ايران ومحور المقاومة يندرج في خانة الارهاب الاعلامي الاستكباري الذي لا يتورع عن أية دناءة او وضاعة للاساءة الى القوى التحررية في منطقة غرب آسيا والعالم.
انها ذات الاسطوانة التي روجتها واشنطن وتل ابيب في ما زعم عن اقتناء ايران لاسلحة اسرائيلية عبر ميليشيات الكونترا في نيكاراغوا، وهي نفس الاكذوبة الاميركية المتعلقة بمحاولة اغتيال السفير السعودي الاسبق في الولايات المتحدة وغير ذلك من الترهات التي ثبت عقمها وافتضح زيفها والتي استهدفت اضفاء بذاءات متتالية على مكانة الجمهورية الاسلامية المتألقة حاليا على مستوى المجتمع الدولي.
الجميع يعرفون مدى رفض طهران للكيان الصهيوني، ويعلمون بان الايديولوجية التي تتبناها الجمهورية الاسلامية الايرانية تتناقض مع عقيدة القاعدة المتطرفة الارهابية التي كانت صناعة اميركية بشهادة هيلاري كلينتون في مجلس الشيوخ عام 2012، ولهذا من المؤكد ان ما نشرته النيويورك تايمز لا يتعدى كونه حركة كيدية خبيثة لخدمة الشيطان الصهيواميركي المغرق في ظلمات الحضيض، مستهدفة بذلك تشويه سمعة الجمهورية الاسلامية صاحبة الموقف المبدئي والاستراتيجي من الاحتلال الاسرائيلي الغاصب لفلسطين ومن الارهاب التكفيري الذي خلف حتى الآف بحرا من الدماء ومحارق في صفوف ابناء الامة الاسلامية لم يخمد لهيبها بعد.
إن الاعلام الارهابي الاميركي كان ولايزال جزءاً لا يتجزأ من الهجمة الغربية المسعورة الرامية الى إضعاف الشرفاء والمناضلين والثوريين الرساليين من جهة وتجميل صورة العدو الصهيوني القبيحة والتعتيم على جرائم الحرب الاسرائيلية طيلة العقود الطويلة الماضية من جهة اخرى.
الثابت ان تنظيم القاعدة والكيان الصهيوني قد اضرّا إضراراً بليغا بالعالم الاسلامي وبمقدرات دول المنطقة، وقد خرج كلاهما من رحم المطامع الامبريالية الاميركية والغربية، وازاء ذلك فانه لن تحصل الولايات المتحدة واعلامها المخرب على اي فائدة من الصاق مساوئ وبشاعة بالآخرين لان التاريخ قد دون بالوثائق والحقائق ما اقترفه المستكبرون الغزاة والمحتلون من جرائم بحق شعوب الارض.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي