ففي كلمته يوم الثلاثاء 17 ربيع الاول 1442 بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف نقلتها قناة التلفزة الايرانية والاقليمية عبّر سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) عن تمسك ملياري مسلم بنبيّهم الاعظم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما اكد رفضه وادانته لاي مواقف أو ممارسات او تصريحات تتعمد الاساءة لسيد الخلق ولبقية الانبياء والمرسلين (عليهم الصلاة والسلام) معتبرا الرسوم المسيئة للرسول الاكرم (ص) في فرنسا (خطوة خاطئة ومنحرفة وتعكس التوجه المعادي للاسلام) معيدا الى الارهان احتضان باريس لزعماء الارهاب الذين اغتالوا 17 الف مسؤول ومواطن ايراني على رأسهم رئيس الجمهورية الشهيد محمد علي رجائي ورئيس الوزراء الشهيد جواد باهنر ورئيس السلطة القضائية الشهيد آية الله السيد محمد حسين بهشتي (قدس سره).
وأولى سماحة القائد الخامنئي موضوع الوحدة الاسلامية اهمية كبيرة باعتبارها الحصانة التي تقي الامة شرور الاعداء الخارجيين ومرتزقتهم الارهابيين التكفيريين الذين يشهِّرون عبر ممارساتهم بالدين الاسلامي الحنيف وذلك باستخدام سلوكيات متطرفة مثلما حصل مساء الاثنين 2/11/2020 في وسط العاصمة النمساوية فيينا. وقال سماحته: ان الاعداء سعوا الى الحيلولة دون تقريب وجهات نظر المسلمين وهم الذين زرعوا داعش بيننا وهم من صناعة الاميركيين فيما تقوم السعودية بتأمين الاموال لهم).
وعرج الامام الخامنئي على قضية التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف منددا بالانحدار الذي وصلت اليه بعض البلدان الصغيرة والضعيفة واصفا (التطبيع مع الصهاينة بأنها جريمة وعمل سيئ لا يأخذ بنظر الاعتبار حق الشعب الفلسطيني وان المطبّعين هم اصغر من ان يؤثروا على قضية فلسطين).
وحذر سماحة قائد الثورة المعظم من تمادي حكومة الولايات المتحدة في الاستكبار الذي يندرج في سياق جنون العظمة واصفا اميركا (بانها اليوم فرعون العصر) مؤكدا انها (هي من تشعل الفتن في الدول الاخرى لتتحكم بمصير شعوبها) مشيراً الى (ان نتائج الانتخابات الاميركية لا تعنينا بشيء لان العملية لا تعدو ان تكون تغيرا في الاسماء في هذه الانتخابات التي تعتبر الاكثر تزويرا في العالم).
واكد سماحة الامام الخامنئي ان المستقبل سيكون شاهدا على انهيار الغطرسة الاميركية قائلا (ان الانحدار الاميركي السياسي واضح اذ يعاني النظام من دناءة اخلاقية باعتراف الاميركيين انفسهم). كما شدد سماحته على تمسك الجمهورية الاسلامية والصحوة الاسلامية المعاصرة بحقوقها وثوابتها المبدئية الدينية والسياسية موضحا (ان عداء الاميركيين لنا ناجم عن رفضنا لسياساتهم الظالمة ولاسيما حيال فلسطين).
لقد أدان سماحة الامام الخامئني وفي ذكرى المولد النبوي الشريف اعداء الرسول الاكرم الحبيب المصطفى محمد (ص) ، فهم ليسوا سوى زبد سيتلاشى سريعا لان الله عزوجل اخذ على نفسه ان يدافع عن رسول الكريم الذي هو المثل الاعلى للرحمة والرأفة والنقاء على مر العصور مؤكدا ان اتحاد المسلمين على كلمة واحدة كفيل بتبديد مؤامرات اعداء التوحيد والايمان، ولاشك في ان ابناء الامة المحمدية سيلقون بالسلوكيات المسيئة التي يمارسها زعماء الحقد والعدوان والغدر الى صفحات الخزي والعار.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي