حقا ان نجاح اذرع ايران الخفية القوية من القاء القبض على هؤلاء الاشخاص وهم من ابرز القيادات المطلوبة للقضاء، لانها ضالعة في اغتيالات متعددة في شوارع المدن الايرانية وعمليات مناوئة ضد منشآتها الحيوية، يعتبر ضربة معلم، وكل واحد منهم صيد ثمين وهدف محاط بهالة من السرية والتكتم والغموض، والحماية المشددة من لدن استخبارات الدول الاوروبية والمخابرات المركزية الامريكية والموساد لسنوات طويلة.
ولاشك ان لهذه العناصر القيادية اهمية فائقة ورمزية لدى اعداء ايران، ولذلك رأينا حمم الغضب الشديد والنقمة الكبرى بادية على وسائل اعلامهم كقناة العربية ووسائل اعلام الكيان الصهيوني واذاعة "فردا" التابعة لوكالة "سي. اي. أيه" في التشيك وزعمت العربية ان قطر هي التي سلمته الى ايران عن طريق مطار اسطنبول بتركيا.
أيا يكن، فيما يخص "الاسيود" و"زم" فانهما كانا من ابرز مصادر الشائعات والمزاعم التي كانا يشيعانها عبر شاشات التلفزة وكيبوردات وسائل التواصل الاجتماعي، واعترفا بان شبكاتهما نفذت العديد من عمليات التفجير وقتل الضحايا والابرياء من المدنيين وحتى العسكريين واغتيال الادمغة المساهمة في البرنامج النووي السلمي الايراني بايعاز من الموساد والسي اي ايه.
واخيرا تمكنت الاذرع الايرانية من صيد "زم" في العراق عندما كان يهم في التوجه الى اربيل في شمال العراق لعقد اجتماع سري للغاية مع مندوبين امريكان وصهاينة في قاعدة مخابراتية ضد ايران قرب اربيل.
وهكذا تم انزال طائرة الركاب الاجنبية وهي تحمل (ريغي) لحضور اجتماع سري جدا في قاعدة امريكية يهدف لاثارة اعمال العنف وسفك الدماء والاغتيالات في المدن الايرانية.
من نافلة القول ان من حق ايران والعراق واي دولة مسالمة اقتناص هذه العناصر المرتبطة بالمخابرات الغربية والصهيونية لانها ضالعة في قتل نخب واساتذة جامعيين وخبراء الطاقة النووية وزعزعة الامن والسلم المجتمعي.
فالحرب الخفية والمخابراتية الامريكية والصهيونية يتم تنفيذها بواسطة هذه العناصر تحت جنح الظلام وعبر ضخ كميات من الدولارات والمتفجرات والكواتم، ولابد ان يتم متابعة ومراقبة واعتقال هذه العناصر القيادية قبل بلوغها في سفك المزيد من الدماء واعتقالهم عمل يندرج ضمن حق الدفاع المشروع حسب القانون الدولي وضمن القصاص اعادل بالمفهوم القرآني "وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن بالسن والجروح قصاص.
الدكتور رعد هادي جبارة
باحث اسلامي ودبلوماسي سابق