وها هي ايران تسابق الزمن وتحقق الانجازات الباهرة التي تفوقت في بعضها على الدول الكبرى، بيد أن الاستكبار الاميركي لم يفتأ يراهن على العقوبات الشائنة التي شملت حتى احتياجاتنا في ما يرتبط بالغداء والدواء.
وكان قائد الثورة الاسلامية المعظم في خطاب سابق له قد اعتبر الحظر الاميركي المفروض على الشعب الايراني جريمة كبرى وهو يهدف الى ضرب اقتصاد الجمهورية الاسلامية وقطع مساعداتها عن محور المقاومة (مؤكدا) ان ما اراده الاعداء من الحظر لم ولن يتحقق.
من الواضح ان حكومة الولايات المتحدة تطالب الجمهورية الاسلامية بالتخلي عن قدراتها الدفاعية الوطنية والاقليمية، كما ان اوروبا هي ايضا غير جديرة بالثقة والاعتماد، ولذلك وجب على ايران أن تضع برامجها وخططها وميزانيتها مع ملاحظة مسلسل العقوبات الغربية المتتالية.
وعلى هذا الاساس قال وزير الدفاع العميد امير حاتمي امس الاحد خلال مراسم افتتاح المعرض الدائم لجهاد تحقيق الاكتفاء الذاتي ان (خيارنا المطروح دائما في مواجهة العدو الذي يتصرف بمنتهى الوحشية هو تحقيق الاكتفاء الذاتي وان وزارات الحكومة تعتمد مبدأ المشاركة والتعاون والتكامل في هذا المضمار (مضيفا) ان الاعداء خططوا للحظر منذ 40 عاما وفرضوا الحرب على الجمهورية الاسلامية الا ان احدا في وزارة الدفاع لا يتحدث عن الحظر ولا يحسب له أي حساب.
المؤكد في هذا المجال انه كلما صعدت اميركا واوروبا وحليفاتهما الضغوط والعقوبات على البلاد، كلما حفز ذلك الشعب الايراني وعلماءه وكوادره على ايجاد الحلول والبدائل اللازمة لتفاديها الامر الذي تجلى بوضوح وكما قال وزير الدفاع العميد حاتمي خلال حديث آخر عبر تطوير منتجاتنا الدفاعية على مستوى صناعة الزوارق الطائرة والطوربيدات والسفن السريعة والفرقاطات والطائرات المسيرة والمنظومات الصاروخية والمروحيات وغيرها.
وهكذا تتخذ ايران خطواتها الوقائية بشكل يتجاوز الحظر الاستكباري بانجازات متقدمة لا تنتظر استغلال الاعداء اي تلكؤ او إبطاء باعتبار ان الاستراتيجية الاميركية ـ الغربية ذهبت الى ابعد ما يكون في معاداة الجمهورية الاسلامية ومحاولة تقويض ثورتها ومكتسباتها في جميع الابعاد والاتجاهات.
وعندما تصل المجابهة الى هذه المرحلة ستصبح البرامج والمشاريع على مستوى عال من التخطيط الدقيق الشامل وبما يحقق الحصانة ويتخطى الحظر للوصول بالجمهورية الاسلامية الى انجازات فائقة التقدم ومتزايدة كما ونوعا في حقل الانتاج الموجه القادر على التطور والنمو ذاتيا مهما كان الحصار الاستكباري شديدا ومتواصلا.
ان اميركا بزعامة الرئيس الاخرق دونالد ترامب تظن عبثا ان ايران يمكن ان تنصاع في النهاية وتستسلم امام ضغوطها، وهي لم تفهم بعد رسالات طهران الرادعة والتي تابعها العالم كله مطلع العام ٢٠٢٠ في اشارة واضحة الى جهوزية الجمهورية الاسلامية ومعنوياتها وثابة ومدوية وهي آخذة في التطور والتألق رغما عن انف المتغطرسين في الولايات المتحدة وشياطينهم الصغار.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي