وتحور الفيروس في موقع حرج منذ ظهوره لأول مرة في ووهان أواخر العام الماضي، وكانت هناك مخاوف من أن التغييرات المستقبلية قد تجعل اللقاحات عديمة الفائدة.
وفي الأيام الأولى لوباء "كوفيد-19"، كان المظهر المهيمن للفيروس هو البديل الذي يسمى الآن "سلالة D".
ومع ذلك، فإن طفرة في مكان معين، تسمى "الموضع 614"، حولت حمض أميني واحد من D (الأسبارتات) إلى G (الغلايسين)، وهذه السلالة G هي السائدة الآن.
والطفرات الفيروسية شائعة ويمكن أن تجعل صنع اللقاحات أمرا صعبا، لأنه يتسبب في تغيير شكل الفيروس، ما يجعل اللقاحات السابقة عديمة الفائدة، كما هو الحال مع الإنفلونزا الموسمية.
وكان الباحثون قلقين من أنه إذا كان هذا هو الحال بالنسبة لـ SARS-CoV-2، فستكون هناك حاجة إلى لقاح جديد في كل مرة يتحور فيها فيروس كورونا.
ومع ذلك، وجدت دراسة من منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية (CSIRO)، أن التغيير من سلالة D إلى G لن يؤثر على فعالية اللقاح. إنهم يأملون ألا تؤثر أي طفرات مستقبلية أيضا على فعالية اللقاح.
وكانت سلالة الفيروس G في البداية مسؤولة بالكاد عن أي حالات إيجابية لـ SARS-CoV-2، وتشكل الآن نحو 85% من جميع الحالات في جميع أنحاء العالم.
وظهرت بسبب طفرة تسمى D614G، والتي حدثت في "الموضع 614" وتقع على السنبلة الفيروسية S-protein، التي تخرج من الفيروس وتلتصق بالمستقبل البشري ACE2.
ويبرز هذا المستقبل البشري من سطح بعض الخلايا، ويعمل كبوابة لفيروس كورونا، ما يؤدي إلى حدوث عدوى.
ووجدت دراسة حديثة من الولايات المتحدة أن 99% من الحالات في مستشفى واحد، كانت من سلالة G.
ونظرا لوجود الطفرة في هذا الجزء المهم من الفيروس، يخشى العلماء أن يعني ذلك أن الفيروس قد يغير شكله بسرعة.
وإذا حدث هذا، فقد يعني ذلك أنه ستكون هناك حاجة إلى لقاح جديد في كل مرة تظهر فيها طفرة جديدة، على غرار الإنفلونزا الموسمية.
ويقود البروفيسور سيشادري فاسان، فريق دراسة مسببات الأمراض الخطيرة في CSIRO، وهو معد رئيسي للورقة البحثية.
واستخدم فريقه عينات دم من حيوانات "ابن مقرض"، لمعرفة كيف ستؤثر الطفرة على اللقاحات.
وأصيبت الحيوانات بالسلالة D أو G وأعطيت لقاحا قيد التطوير حاليا.
وتُظهر البيانات المأخوذة من الدراسة التي راجعها النظراء، والتي نُشرت في مجلة npj Vaccines، أن اللقاح كان يعمل أيضا على أي من السلالتين.
وقال البروفيسور فاسان: "هذه أخبار جيدة لمئات اللقاحات قيد التطوير في جميع أنحاء العالم، حيث تستهدف الغالبية بروتين سبايك، لأن هذا يرتبط بمستقبلات ACE2 في رئتينا وممراتنا الهوائية، وهي نقطة الدخول لإصابة الخلايا. وعلى الرغم من طفرة D614G في البروتين الشائك، فقد أكدنا من خلال التجارب والنمذجة أن اللقاحات المرشحة ما تزال فعالة. وجدنا أيضا أن السلالة G من غير المرجح أن تتطلب "مطابقة لقاح" متكررة، حيث يلزم تطوير لقاحات جديدة موسميا لمكافحة سلالات الفيروس المنتشرة، كما هو الحال مع الإنفلونزا".
وقال الدكتور لاري مارشال، الرئيس التنفيذي لـ CSIRO، إن البحث مهم للغاية في السباق لتطوير لقاح، و"هذا يقرب العالم خطوة واحدة من لقاح آمن وفعال لحماية الناس وإنقاذ الأرواح. البحث بهذه السرعة، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال التعاون مع شركاء في أستراليا والعالم. نحن نتصدى لهذه التحديات بشكل مباشر ونقدم الحلول من خلال العلوم الرائدة عالميا".
ويُزعم أن السلالة G أكثر عدوى، لكنها أقل فتكا من السلالة D الأصلية، ولكن هذا موضع خلاف شديد.
وتقدم الأبحاث السابقة التي أجراها علماء في معهد سكريبس للأبحاث في فلوريدا، تفسيرا محتملا لسمات الفيروس المتغيرة.