فقد طالبت هذه الدول ومنها ايران وسوريا والصين وروسيا وكوريا الديمقراطية وهي دول ذات ثقل كبير في المجتمع الدولي في بيان تلاه نيابة مندوب الصين بانهاء الحصار الاقتصادي والاجراءات القسرية احادية الجانب التي تفرضها الادارة الاميركية وحكومات غربية على عدد من البلدان منتهكة بذلك حقوق الانسان كما ان ضغوطها تؤدي الى إعاقة جهود مكافحة وباء كورونا في مختلف بلدان العالم.
من الواضح ان سلوكيات حكومة الولايات المتحدة سيما في عهد دونالد ترامب تركت تاثيرات حادة وبدرجة خطيرة على الاقتصاد العالمي وبما ادت الى تصاعد حالة الكراهية التي أصبح يكنها المجتمع الدولي لصناع القرار الاميركيين والغربيين الذين لا يقيمون وزنا للقيم الانسانية الامر الذي عبّر عنه بيان الدول الست والعشرين بالقول: "مازلنا نشهد تطبيق اجراءات قمعية احادية خلافا لمبادئ ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي والتعددية والمعايير الاساسية للعلاقات الدولية".
ومن الواجب هنا الاستفهام عن اهداف اميركا وحلفائها من وراء هذه الضغوط والحال ان البشرية كافة يتربط بعضها ببعض بمصالح اجتماعية وثقافية وحضارية. والسؤال المطروح في هذا المجال هو: ماذا تريد واشنطن والحكومات الغربية من العالم؟ هل تريد له الفناء خاصة ونحن نواجه حاليا اخطر جائحة على مستوى الكرة الارضية أي وباء كورونا الذي مازال يحصد ارواح الآلاف يوميا وقد نال اخيرا حتى من الرئيس الاميركي دونالد ترامب واقرب مستشاريه وان الوباء لاينفك مستشريا ؟
بيان الدول الـ 26 حمّل الادارة الاميركية والحكومات الحليفة معها مسؤولية عرقلة المساعي الانسانية الرامية الى احتواء هذه الجائحة معلنا "ان فيروس كوفيد 19 يواصل تاثيره البالغ على جميع البلدان لاسيما النامية منها"، مشيرا الى "ان مكافحة المرض والتعافي منه امر يتطلب تضامنا عالميا وتعاوناً دوليا" محذرا من" الاجراءات القسرية الغربية تعوّق التحقق الكامل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعرقل رفاهية المواطنين في البلدان المتضررة لاسيما النساء والاطفال ويشمل ذلك ايضا المراهقين والمسنين والاشخاص ذوي الاعاقات".
من المؤكد ان الولايات المتحدة والحكومات الغربية المتعاونة معها في هذا الظلم العظيم لن تستطيع تبرئة نفسها من مثل هذه الجريمة النكراء التي اظهرت بشاعة مابعدها بشاعة وعززت القناعة لدى الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي في ان القيم الحضارية التي تتشدق بها اميركا واقرانها بريئة منها بقوة لان سلوكياتها تجسد معاداة حقيقية لميثاق الامم المتحدة فضلا عن انها تتسبب في ازهاق ارواح الابرياء كما حدث ويحدث في العراق وسوريا وافغانستان وغيرها.
في هذا المضمار تتعرض الجمهورية الاسلامية لاقذر حرب اقتصادية اميركية ـ غربية في اطار الضغوط القصوى التي يراد منها اخضاعها وفرض الاستسلام عليها، ولكن ارادة الشعب الايراني المضحي المتمسك بثوابته الوطنية والدينية بالمرصاد وهي الرد الحضاري الحازم بوجه هذه السلوكيات الاستكبارية المقيتة التي لن تتحقق اهدافها الدنيئة باذن الله عز وجل.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي