وهو الإبن الرابع من الأبناء الذكور للشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت العاشر ووالدته هي السيدة منيرة العيار.
تلقى تعليمه في المدرسة المباركية، وقام والده الشيخ أحمد الجابر الصباح بإيفاده إلى بعض الدول للدراسة وإكتساب الخبرات والمهارات السياسية وللتعرف على عدد من الدول الأوروبية والآسيوية.
في عام 1954 عين عضواً في اللجنة التنفيذية العليا، وفي عام 1955 عين رئيساً لدائرة الشؤون الإجتماعية والعمل ودائرة المطبوعات و النشر، وكان أيضاً عضواً في الهيئة التنظيمية للمجلس الأعلى الذي كان يساعد الحاكم آن ذاك في عام 1956.
في 17 يناير 1962 تم تشكيل أول مجلس للوزراء بتاريخ الكويت الذي ترأسه أمير الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح، وعين وزيراً للإرشاد والأنباء (الإعلام بالوقت الحالي).
وفي 28 يناير 1963 عين وزيراً لوزارة الخارجية، وإستمر وزيراً للخارجية حتى 20 أبريل 1991، وقد شغل في تلك الفترة بالإضافة إلى وزارة الخارجية وزارات أخرى بالوكالة، حيث في الفترة ما بين 29 ديسمبر 1963 وحتى 13 مارس 1964 كان وزيراً للإرشاد والأنباء بالوكالة، وفي الفترة ما بين 2 فبراير 1971 وحتى 3 فبراير 1975 كان وزيراً للإعلام بالوكالة.
وفي الفترة من 4 مارس 1981 وحتى 9 فبراير 1982 كان وزيراً للإعلام بالوكالة، وبعد ذلك التاريخ عين وزيراً للإعلام بالإضافة لكونة وزيراً للخارجية، وفي الفترة من 16 فبراير 1978 وحتى 18 مارس 1978 عين وزيراً للداخلية بالوكالة.
وفي 16 فبراير 1978 تم تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية وإستمر في هذا المنصب حتى 20 أبريل 1991.[3] في 20 أبريل 1991 خرج للمرة الأولى من الوزارة منذ استقلال الكويت، إلا إنه عاد بتاريخ 18 أكتوبر 1992 إلى الوزارة مرة أخرى حيث عين نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية، وظل في هذه المناصب حتى عام 2003.
في 19 يوليو 1954 أصدر الشيخ عبد الله السالم الصباح أمراً بتعيينه عضواً في اللجنة التنفيذية العليا التي عهد إليها تنظيم مصالح الحكومة والدوائر الرسمية ووضع خطط عملها ومتابعة التخطيط فيها، وبعد انتهاء هذه اللجنة من عملها تم تعيينه رئيساً لدائرة الشؤون الإجتماعية والعمل عام 1955.
وفي عام 1957 أضيفت إليه رئاسة دائرة المطبوعات والنشر . وفي فترة توليه دائرة الشؤون الإجتماعية والعمل كان يبدي اهتماما بالمشاريع الإجتماعية، حيث كان يؤيد وضع القواعد التنظيمية من أجل إفساح فرص العمل الملائم للمواطنين وكان يساعد على إستقرار العلاقة بين العمال وأصحاب العمل وتنظيم الهجرات الأجنبية التي تدفقت على الكويت بعد استخراج النفط وإستحداث مراكز التدريب الفني والمهني للفتيات ورعاية الطفولة والأمومة وتشجيع قيام الجمعيات النسائية ورعاية الشباب وإعداده نفسياً وإجتماعياً وبدنياً والعناية بالمسرح وإنشاء الأندية الرياضية وإنشاء مراكز لرعاية الفنون الشعبية .
وخلال عمله في إدارة المطبوعات والنشر عمل عدة أمور، حيث في عهده تم إصدار الجريدة الرسمية للكويت تحت اسم "الكويت اليوم" لتسجيل كافة الوقائع الرسمية، وتم إنشاء مطبعة حكومة الكويت لتلبية إحتياجات الحكومة من المطبوعات وإصدار مجلة العربي وإحياء التراث العربي وإعادة نشر الكتب والمخطوطات القديمة وتشكيل لجنة خاصة لمشروع كتابة تاريخ الكويت وإصدار قانون المطبوعات والنشر الذي شجع الصحافة السياسية وكفل حريتها في حدود القانون.
من أعماله في الوزارات التي تولاها
في فبراير 1963 تم تعيينه وزيراً للخارجية ورئيس اللجنة الدائمة لمساعدات الخليج الفارسي، وبحكم منصبه كوزير أصبح عضواً في مجلس الأمة الكويتي، وكان خلال هذه الفترة يترأس نادي المعلمين الكويتي [11]. وهو أول من رفع علم الكويت فوق مبنى هيئة الأمم المتحدة بعد قبولها انضمام الكويت في 11 مايو 1963.
ومن خلال توليه منصب وزير الخارجية ورئيس اللجنة الدائمة لمساعدات الخليج الفارسي قام بإعطاء المنح دون مقابل للدول الخليجية، وقد إمتد عمل اللجنة عندما تولى رئاسته إلى اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وسلطنة عمان وجنوب السودان، وأنشأت الكويت مكتباً لها في دبي للإشراف على الخدمات التي تقدمها ومنها الخدمات الإجتماعية والتنموية، وحتى عام 1969 كان للكويت في الإمارات 43 مدرسة وما يقرب 850 مدرس تتولى الكويت دفع رواتبهم بالكامل، وكانت الكويت تصرف على هذه المدراس والوجبات الغذائية التي تقدم فيها، وقد ظلت المقررات الدراسية الكويتية معتمدة في الإمارات لمدة حتى بعد قيام الإتحاد .
وعندما عهدت إليه وزارة الإعلام إلى جانب وزارة الخارجية عمل على إنشاء محطة للإرسال الإذاعي في الشارقة وأجل بث الإرسال الإذاعي في جميع الإمارات واهتم بإنشاء محطة إرسال تلفزيوني في دبي.
وكان أول اختبار له في السياسة عندما شارك في اللقاء الذي نظمته الأحزاب المتنافسة في اليمن -الجمهوريون والمملوكيون- مع ممثلي مصر والسعودية لوضع حد للحرب الأهلية، وقد تابع هذا الأمر عندما استؤنفت الإجتماعات في الكويت في أغسطس 1966.
وعندما تدهورت العلاقة بين جمهورية اليمن الجنوبي واليمن الشمالي وبدأت الصدامات بينهم في الحدود المشتركة في عام 1972 قام بزيارة إلى الدولتين في أكتوبر 1972 وأثمرت الزيارة عن توقيع اتفاقية سلام بينهما واتفاقية أخرى للتبادل التجاري، وفي عام 1980 قام بوساطة ناجحة بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن الديمقراطية وأثمرت عن توقيعهما لاتفاقية خاصة بإعلان المبادئ التي خففت حدة التوتر بينهما إلى أن دعا وزيري خارجية الدولتين إلى الكويت في عام 1984 لإعلان انتهاء الحرب الإعلامية وإحترام حسن الجوار وإقامة علاقات دبلوماسية بينهما.
وكان له دور في تزكية الشيخ سعد العبد الله الصباح وليا للعهد في عام 1978، حيث كان من المرشحين لتولي المنصب مع سعد العبد الله وجابر العلي الصباح، ولكنه قام بالتنازل إلى سعد العبد الله الصباح فقامت أسرة الصباح بتزكيته وليا للعهد على حساب جابر العلي الصباح.
توليه رئاسة مجلس الوزراء
في 14 فبراير 2001 قام بتشكيل الحكومة الكويتية بالنيابة عن الشيخ سعد العبد الله الصباح بسبب ظروفه الصحية. وفي 13 يوليو 2003 تم تعيينه رئيساً لمجلس الوزراء بعد اعتذار الشيخ سعد عن المنصب لمرضه، وشغل هذا المنصب حتى 24 يناير 2006 عندما نقل مجلس الأمة صلاحيات الحكم إلى مجلس الوزراء بسبب مرض الشيخ سعد العبد الله الصباح، و قد اجتمع مجلس الوزراء بعدها و قرر اختياره ليتولى حكم البلاد.
وبعد استقلال دولة الكويت في 19 يونيو 1961 تم تشكيل الحكومة وحولت الدوائر إلى وزارات وعين فيها وزيراً للإرشاد والأنباء عام 1962، كما كان عضواً في المجلس التأسيسي الذي كلف بوضع الدستور وخلال توليه وزارة الإرشاد والأنباء ساهم في تطوير عدد من وسائل الإعلام، فكانت الوزارة تضم دار الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح والسياحة إلى جانب أقسام الرقابة على النشر، وهي الإدارات التي ساهمت في دحض الإفتراءات على الكويت أثناء الأزمة مع عبد الكريم قاسم بعد الاستقلال.
في 15 يناير 2006، توفي أمير الكويت جابر الأحمد الجابر الصباح، مما جعل سعد العبد الله السالم الصباح أميراً للبلاد بحكم كونه ولي العهد، وكان سيجعل الشيخ صباح الأحمد ولياً للعهد وأن يبقى رئيساً للوزراء. إلا أن الدستور يتطلب أن يحلف الأمير القسم أمام البرلمان. وهذا القسم لم يكن بسيط الكلمات. ثم بدأت خبر في الانتشار، مفاده أن الأمير سعد العبد الله لا يستطيع تأدية اليمين لأنه مصاب بمرض ألزايمر أو مرض آخر يعوقه عن تأدية اليمين. ويكاد يكون هناك إجماع على أنه لا يستطيع الكلام لفترة معقولة. إلا أنه بعد صراع على السلطة داخل الأسرة الحاكمة، وافق الشيخ سعد العبد الله على التنازل عن العرش في 23 يناير 2006 بسبب المرض. ثم اختارت العائلة المالكة الشيخ صباح الأحمد أميراً للبلاد.
وفي 24 يناير 2006، صوت مجلس الأمة على تنحية الشيخ سعد العبد الله من إمارة البلاد، وقد حدث ذلك التصويت قبل وصول رسالة استقالة الشيخ سعد العبد الله بدقائق. قامت الحكومة الكويتية بترشيح الشيخ صباح ليصبح أميراً للبلاد. وقد قام بتأجية القسم لنفسه في 29 يناير 2006 بموافقة مجلس الأمة، منهياً الأزمة.
وقد توفي أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز الـ91 عاما، وذلك بعد معاناته من مشكل صحية في الآونة الأخيرة.
وأعلن الديوان الأميري في الكويت في بيان عاجل اليوم الثلاثاء: ببالغ الحزن والأسى ننعى إلى الشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم الصديقة وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الذي انتقل إلى جوار ربه.
وفي 23 يوليو الماضي، سافر أمير الكويت إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل استكمال علاجه بعد عملية جراحية أجراها في بلاده، وقبل سفره، فوَض الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ولي عهده الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح بممارسة بعض صلاحياته الدستورية.