وأفادت اللجنة الإعلامية لمؤسسة المصطفى(ص) أن الإجتماع عقد يوم الثلاثاء بمشاركة مدير مجموعة العلم والتكنولوجيا الحيوية والطبية في مؤسسة المصطفى(ص) ، رسول ديناروند، مدير معهد باستور في ايران، علي رضا بيكلري، رئيس غرفة التفكير في اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا، حسين قناعتي، فيما كان الصحفي العلمي كاوه فيض اللهي أميناً للإجتماع حول موضوع آخر مستجدات لقاح الكورونا.
وفي بداية الإجتماع قال فيض اللهي: توجد طرق مختلفة للتعامل مع الوباء واللقاح هو أحد هذه الطرق. وصناعة اللقاح عملية طويلة ومعقدة وفيها الكثير من علامات السؤال. حالياً توجد أكثر من 30 مليون إصابة في العالم وقرابة مليون ضحية، أمريكا والهند هما الأكثر تعرضاً للوباء حالياً، وفيما أمريكا والهند البرازيل هم من أكثر الدول التي سجلت وفيات بالمرض. يتم اختبار اللقاح أولاً على الحيوانات وبعد نجاحه يتم اختباره على البشر، ويتم تقييم مقدار خطر اللقاح ومقداره، وفي المرحلة الثانية التأثيرات الجانبية وفي المرحلة الثالثة يتم قياس تأثير اللقاح.
وأوضح أن اللقاح بعد قضائه المراحل الثلاثة يخضع للتقييم من قبل المؤسسات الحكومية لمنحه رخص الإستخدام المحدود أو الإستخدام العام. وأقرب الطرق إلى صناعة اللقاح هي اللقاحات الجينية، حيث أن فيروس كورونا معقد ويملك 29 عنصراً جينياً فيما تمتلك الفيروسات الأخرى حوالي 8 عناصر جينية.
وتابع: هناك لقاحات وصلت حالياً إلى المرحلة الثانية لإختبار وهناك لقاحات وصلت إلى المرحلة الثالثة من الإختبار.
ومن جانبه قال قناعتي: الوباء يكون على أنواع قد يكون على مستوى بلد أو مدينة أو عالمي، ونحن اليوم نواجه جائحة عالمية لم يسجل مثلها في التاريخ على الأقل خلال القرن الأخير، الفيروس يعمل بطريقة مختلفة ولا يوجد علاج محدد له، وكان هناك أخطاء كبيرة في التعامل معه مثلاً الاعتماد على الدواء بينما وصلنا الآن إلى نتيجة بأن لا دواء له.
وأردف: هذا الفيروس عجيب، ومدة المناعة بعد المرض بهذا الفيروس قصيرة جداً بالمقارنة مع الفيروسات الأخرى.
وتابع: لا يوجد حالياً أمل آخر في مواجهة فيروس الكورونا سوى اللقاح، ولا يمكن الإعتماد على الفرضيات، ولكن يمكننا تحقيق الكثير إذا استخدمنا الإمكانيات الموجودة بالطرق الصحيح من أجل الحد من إنتشار الفيروس.
وكشف قناعتي أن الكورونا لا يؤثر على 90% من الناس، وقال: ربما يمكن تشخيص الأشخاص الذين يتأثرون بهذا الفيروس ومن الذين لا يتأثرون به، ولكن حتى الآن لا توجد توجيهات للتعامل مع هذا الأمر.
وأضاف: فيروس الكورونا لا يؤثر على المدى البعيد، لكنه يؤثر على جميع أعضاء الجسم من الطفح الجلدي، عجز الكلية، عجز القلب وحتى التأثير على الدماغ.
ومن جانبه قال ديناروند: استراتجية اللقاح الذي يعتمد على الفيروس الضعيف قديمة، روسيا والصين صنعوا لقاحات حصلت على موافقات طارئة وبنفس هذه الطريقة؛ ولكن اللقاحات الأكثر حداثة تعمل بناء على العناصر الجينية.
وأضاف: نحتاج تلقيح ما لا يقل عن 70% من الشعب من أجل إيقاف انتشار الفيروس، الاستراتيجيات القديمة واللقاحات التي تبنى عليها بطيئة نسبياً في حين أن اللقاحات الحديثة يمكن انتاجها بكميات أكبر وتؤدي إلى منح المناعة بجرع صغيرة.
وتابع: اللقاحات الروسية لم تعبر المرحلة الثالثة وكذلك اللقاح الصيني لم يمر بالمرحلة الثالثة وتم منحها رخص مستعجلة، عندما لا يعبر المرحلة الثالثة فهذا يعني أنه آمن نسبياً مع عدم دراسة الأعراض الجانبية النادرة كما أن تأثيره على البشر غير مؤكد.
وقال ديناروند: شركة بايو ان تيك التي أسسها الحائز على جائزة المصطفى(ص) العالم اوغور شاهين تتولى صناعة الـ mRNA واتحدت مع شركات أخرى من أجل تحويله إلى دواء وتعليبه وادخاله إلى السوق.
وأضاف: توجد حالياً لقاحات دي ان أي ولكن حالياً لا توجد لقاحات مصنوعة على أساس mRNA ، والآن شركتا مودرنا و بايو ان تيك تعملان على هذا الموضوع.
ولفت إلى أن عملية صناعة منتج وإدخاله الأسواق عادة ما تستغرق عدة أشهر لكن في حالة فيروس كورونا وافقت الشركات والمؤسسات الرقابية على التعاون وعدم إخفاء المعلومات من أجل تسريع العملية وجعل الشركات تحصل على موفقات من أجل الانتقال من المرحلة الأولى إلى الثانية ثم الثالثة بسرعة.
وتابع: من المتوقع جداً الحصول على اللقاح حتى نهاية 2020، وشركة بايو ان تك من الشركات القريبة جداً من الحصول على اللقاح والموافقات وربما يحصل ذلك في تشرين الأول/ أكتوبر إذا لم تحصل مفاجئات.
وأكد: من المحتمل أن يحصل 60% من سكان العالم على اللقاح في 2021 من أجل قطع سلسلة انتقال المرض.
وتابع: مؤسسة المصطفى(ص) للعلوم والتكنولوجيا كرمت في عام 2019 شخصاً تحول في 2020 إلى أحد أبرز العلماء العاملين في مواجهة الكورونا، ونتيجة عمله تتنافس مع عدد من اللقاحات الأخرى ومن المحتمل أن يكون هذا اللقاح من أوائل اللقاحات التي تحصل على الموافقات العالمية كما أن هناك مساعٍ من أجل أن يكون السعر مناسباً.
وشدد ديناروند على ضرورة الالتزام باستخدام الكمامات والفواصل الاجتماعية.
وقال بيكلري: ان سبب وصول اللقاحات الجينية إلى المرحلة الثالثة يعود إلى أن الفيروس الذي نواجهه معقد جداً وعلامات السؤال فيه أكثر من الإجابات المتوفرة وانتشار الفيروس في المجتمعات يتأثر كثيراً بالظروف الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف: أول طريقة للمواجهة هي إدخال المضادات الجينية للفيروس وهي بروتينات جينية تحفز الجسم على مكافحة الفيروس، عن طريق حقن mRNA الفيروس في الجسم تحت الجلد أو في العضلة وهو ما يؤدي إلى صناعة الجسم مضادات حيوية للفيروس.
وتابع: نحتاج استخدام فيروس مثل (آدينا فيروس) من اجل مواجهة فيروس الكورونا حيث آدينا لا يستطيع التكاثر ولا يؤدي إلى المرض ويعمل كناقل للجينات وإدخالها إلى خلايا الجسم من أجل مواجهة فيروس الكورونا، وتم استخدام هذه الطريقة سابقاً وتمت معالجة أمراض مختلفة بهذه الطريقة ومنها الهيموفيليا.
وقال: اللقاحات التي حصلت على موافقات اضطرارية هي خمسة لقاحات ولا يوجد لقاح عالمي حتى الآن، وهذه ستتنافس من الناحية الاقتصادية، التأثيرات، سرعة التصنيع والتكنولوجيا المستخدمة والتفاصيل التي تدخل في عمل الشركات والتكنولوجيا المستخدمة.
وأكد: وضع الكمامات بمفرده يكفي من أجل موجهة الفيروس والتقليل من قدرته على الانتقال. واحتمال التغييرات في الفيروس موجود وهذه التغييرات تؤدي إلى توقيته، وقد تؤثر القفزات الوراثية في الفيروس على فعالية اللقاحات.
واعتبر أن جائحة الكورونا اختبار كبير أثبت أن علم البشرية لا يتناسب مع الغرور الذي أصاب الإنسان، فأكثر البلدان تطوراً عجزت مقابل هذا الفيروس، وهذا الفيروس أثبت مدى أهمية التعليم العام