فمن الثابت ان هؤلاء المطبعين بتصرفهم الاحمق الاخير حطوا من قدر جميع شرفاء الامة العربية والاسلامية الذين هبوا لادانة هذه الخيانة وبخاصة عبر ما جاء في وثيقة اكثر من 130 عالم دين كبير في البحرين تبرأوا فيها من هذه الخطوة المشؤومة التي ستشجع الصهاينة على بسط سيطرتهم الوقحة على القدس والاقصى.
ولهذا فليس من المستغرب ان يدعو الحاخامات الصهاينة الى اقتحامات مكثفة للمسجد الاقصى المبارك تزامنا مع بدء السنة اليهودية الجديدة، في إشارة واضحة الى ان المحتلين والمستوطنين اعتبروا معاهدة التساوم الاماراتية ـ البحرينية مع تل ابيب، تنازلا ذليلا عن جميع المقدسات الاسلامية في فلسطين وضوء اخضرا لارتكاب ما يحلو للصهاينة من ممارسات بهدف التضييق على الشعب الفلسطيني او ارتكاب مجازر جديدة ضدهم.
لقد حذرت الجمهورية الاسلامية ومازالت وعلى لسان كبار مسؤوليها من ان هرولة التطبيع التي اقدم عليها الانبطاحيون والمنهزمون لن تعود بأي شيء على الامة والمنطقة سوى السخرية والاستهزاء بمكانة العرب والمسلمين الذين ابتلوا بزمرة من الحكام العملاء الخائفين على عروشهم وكراسيهم الذليلة.
فمن المؤكد إن اتفاقات التسوية الاخيرة ـ وكما صرح الدكتور محمد باقر قاليباف رئيس مجلس الشورى- هي خيانة للقضية الفلسطينية ومشاركة مع الصهاينة في جرائمهم مع مشاهدة ان الخونة يقبلون ايدي الظلمة بكل انحطاط، فيما هم يصفعون المظلومين.
اذ لا شك في ان ما وقعت عليه البحرين والامارات على بياض، يشكل صك انصياع تام للعدو الصهيوني وهو ـ والقول للسيد قاليباف ـ نكبة ثانية وطعنة نجلاء في قلب الشعب الفلسطيني.
كذلك وبناء على مواقف كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين فإن ايران لن تقف موقف المتفرج بعدما تحالف المطبعون الاماراتيون والبحرينيون مع العدو الصهيوني موجدين بذلك فرصة لاسرائيل للتدخل في شؤون الخليج الفارسي وهي منطقة تعيش على كف عفريت بسبب وجود القواعد الاميركية والغربية في بلدانها البترولية العربية.
وامام هذا الواقع السياسي العربي الفاسد فاننا نعتقد ان مسؤولياتنا ينبغي ان تتضاعف في سبيل التصدي للاستكبار الاميركي ـ الصهيوني الذي لم يعد يتورع عن ارتكاب اية دناءة لابتلاع الحقوق الفلسطينية العربية واستغلال ذلك لمعاركه الانتخابية في واشنطن وتل ابيب، فالخطر واقعي وجسيم وهو بحاجة الى تضافر الجهود الميدانية والسياسية والاعلامية والفكرية في أنحاء العالم الاسلامي.
ان ايران لن توقف دعمها للمجاهدين الفلسطينيين الذين اعلنوا قيادة موحدة للمقاومة الشعبية غدت تتبلور يوما بعد آخر للقيام بدورها التحريري الشامل الرامي الى مكافحة الاحتلال الصهيوني والعمل من اجل طرده ، واعادة الحقوق الى اصحابها الحقيقيين في القريب العاجل إن شاء الله.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي