لكن واقع الامر هو ان هذا الرئيس المعتوه وخلال دورته الرئاسية هذه لم يستطع الحفاظ على أيِّ اعتبار للولايات المتحدة، بل انه انزلها الى الحضيض نتيجة لسياساته الجوفاء والمتطرفة التي اثبتت للراي العام العالمي ولمؤسسات الشرعية الدولية ان دونالد ترامب هو اكثر الزعماء الاميركيين حمقا وغباء وان مواقفه لا يعتد بها وانه ضوضائي ومهرج وكاذب ومتحذلق الى ابعد الحدود.
لقد انكشف للعالم الترتيبات الصورية للقاء واشنطن التطبيعي بحضور اميركا اسرائيل والامارات والبحرين، وشاهد عن كثب تمثيلية التوقيع المخزية التي تجلت على وجوه الموقعين ولاسيما الوزيرين عبدالله بن زايد وعبداللطيف الزياني اللذين بدا عليهما علامات الذهول والحيرة وكأنهما لا يعلمان شيئا عن الاتفاقية،فيما حرص رئيس وزراء الكيان الصهيوني على توزيع ضحكاته الخبيثة المنطوية على السخرية من هذين الطرفين الخليجيين.
على اي حال نعود الى الرئيس الاميركي الذي وجه تهديداته من جديد الى الجمهورية الاسلامية ناسيا المواقف الايرانية الحازمة في عين الاسد والخليج الفارسي ومجلس الامن الدولي ومتناسيا ايضا بان الجمهورية الاسلامية لم تأخذ بثأرها بعد انتقاما لاغتيال القائدين الكبيرين الشهيدين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما الابرار في بغداد قبل 9 اشهر، وكأنها تريد الايحاء لطهران بالتخلي عن الانتقام الذي تخطط له في الوقت والمكان المناسبين.
من الواضح ان ترامب يلجأ الى طرق ملتوية لقطع الطريق امام اخذ الثأر وتجنيب الولايات المتحدة هزيمة اخرى تضاف الى سلسلة الهزائم التي سببتها سياساته التصعيدية الخرقاء. بيد ان المتحدث باسم الخارجية السيد سعيد خطيب زادة اكد في آخر تصريح له ان الجمهورية الاسلامية لن تعفو ولن تنسى عملية الاغتيال الاجرامية والارهابية والجبانة التي قامت بها اميركا محذرا واشنطن بالكف عن الاساليب المكررة البالية الهادفة الى شحن الاجواء ضد ايران في الساحة الدولية.
كما صرح رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني امس الاربعاء ان الولايات المتحدة تريد التآمر ضد الشعب الايراني في مجلس الامن الدولي ولكنها اصيبت بالخيبة عدة مرات نتيجة معارضة معظم الاعضاء الدائمين وغير الدائمين للمخططات الاميركية الرامية لاعادة تمديد الحظر التسليحي على الجمهورية الاسلامية وهي اليوم معزولة في هذه المؤسسة الاممية.
من اللافت ان اساليب الكذب والتلاعب التي يستخدمها صناع القرار في الولايات المتحدة لم تعد عليهم سوى بمزيد من الفضيحة والخزي وقد اتضح ذلك في طريقة تعاملهم مع وباء كورونا والتمييز العنصري الذي طاول الاميركيين السود والملونين الى جانب تصريحاتهم في تهديد الجمهورية الاسلامية. إنهم يأخذون باميركا الى هزائم متتالية ولا جرم بانها ستؤدي بهم الى الهاوية.
من المؤكد ان الجمهورية الاسلامية تتقدم يوما بعد آخر في جميع المجالات فكما انها متطورة تقنيا وصناعيا ونوويا سلميا، فانها تمتلك قدرات دفاعية عظيمة تستطيع بها كبح جماح التوحش الاميركي واسقاط جميع تحركات واشنطن العدوانية وتهديداتها الرعناء بشكل اكيد.
بقلم الكاتب والاعلامي/حميد حلمي البغدادي