المناورات التي يشارك فيها منتسبو قوات الجيش الايراني بمساهمة قوات حرس الثورة الاسلامية والتي تقام تحت شعار "الامن المستدام في ظل القوات الدفاعية"، لها رسالة مباشرة واضحة وهي ان الامن في منطقة غرب آسيا يتحقق بتعاون دول المنطقة كافة بعيدا عن اي تواجد اجنبي معاد يسعى الى التدخل في شؤونها ويخطط ويعمل لمنع تحقق ايّ تضامن اسلامي يؤمن السلام والاستقرار في الخليج الفارسي.
كما تحمل مناورات ذو الفقار 99 تحذيرا لكل من تسوّل له نفسه التلاعب بالامن الاقليمي عبر الارتماء في احضان القوى الاجنبية والمراهنة على التحالف مع المحتلين والغزاة ضاربا بذلك عرض الحائط مصالح الامة الاسلامية والمنطقة لقاء تطمينات زائفة لا يستحق ان يفرط الإنسان المسلم بدينه وعقيدته وكرامته وماء وجهه من اجلها.
ويتضح من المساحة الشاسعة التي ستجري فيها هذه المناورات التاريخية ابتداء من شرق مضيق هرمز وسواحل مكران مرور ببحر عمان وشمال المحيط الهندي ان الجمهورية الاسلامية جادة جدا في استعراض قدراتها العسكرية المتطورة التي انتجتها العقول والسواعد الداخلية في سبيل الدفاع عن الامن القومي الايراني وتحذير الاعداء من مغبة ارتكاب اي خطأ استراتيجي ضد بلادنا.
في هذا المجال اعلن مساعد القائد العام للجيش الادميرال حبيب الله سياري وهو قائد مناورات ذوالفقار 99 ايضا ان الغواصة "فاتح" وطائرة "سيمرغ" المسيرة الايرانيتي الصنع ستشاركان في هذه المناورات الهادفة الى الارتقاء بالقدرات القتالية على صعد القوى البحرية والجوية والبرية من اجل مواجهة التهديدات القادمة من خارج المنطقة فضلا عن تعزيز جهوزية الاستعداد والتحسب لدى القوات المسلحة الايرانية بجميع اصنافها.
لقد أثبتت الجمهورية الاسلامية وبعد 41 عاما من اشكال الحصار والعقوبات والحظر الاستكباري الغربي عليها، أنها عصية على الاخضاع والاستسلام وانها اليوم اصلب عودا وامضى عزيمة واكبر قدرة على مواجهة التحديات والتهديدات التي لم تتوقف قط، بيد ان المثير للاستغراب والإدانة ان يعمد بعض عملاء اميركا والاستعمار في المنطقة الى تهديد الامن الاسلامي عبر اتاحة المزيد من القواعد العسكرية والاستخبارية والسماح للكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف بالحصول على موطئ قدم له في منطقة الخليج الفارسي، وهو امر لن تسكت عليه ايران باي حال من الاحوال.
ان الجمهورية الاسلامية اكدت مرارا وتكرارا، ان حماية امن منطقة الخليج الفارسي هي مسؤولية بلدانها وشعوبها التي يعمل بائعو الشرف والكرامة على تحويلهما الى عبيد اذلاء للمشروع الصهيواميركي دون ان يحسبوا حسابا للاحرار من بني امة المصطفى محمد (ص) الذين يراقبون هذه المؤامرة وتفاصيلها بدقة وهم على اهبة الاستعداد لافشالها بقدراتهم التي حققتها عقود الصبر والثبات والاستقامة بوجه الاستكبار العالمي.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي