فحتى هذه اللحظة لم تثبت الاخبار والمعلومات الامنية والاعلامية العالمية قيام حزب الله بعملية تسلل او هجوم او اطلاق للنار باتجاه القوات الصهيونية، بيد ان الكم الكبير من القنابل الفسفورية التي اطلقتها تل ابيب على المنطقة الموهومة والتي ادت الى اندلاع حريق كبير في طرفها يكشف حجم الهواجس الصهيونية من اي هجوم اسلامي خاطف ينفذه حزب الله انتقاما لاستشهاد احد قيادييه قبل قرابة شهر في ضواحي مطار دمشق عاصمة سوريا.
من الواضح ان العدو الصهيوني يتمنى هو ايضا ان تتحقق ضربة حزب الله المرتقبة في اقرب فرصة لكي يتخلص من حالة الاستنزاف المستولية عليه كونه على يقين بان ما يتوعد به سماحة سيد المقاومة العلامة حسن نصرالله آت لا محالة وهو ما يجعل حال تل ابيب مسكونا بالكثير من الهستيريا والانفلات المؤديين حتما الى انهيار الروح المعنوية للجيش الاسرائيلي.
لقد تحولت التحركات العسكرية الصهيونية المفزوعة الى مادة اعلامية دسمة للسخرية والاستهزاء خاصة تندر الصحافة والقنوات التلفزيونية الاسرائيلية بتصريحات رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو التي يهدد فيها حزب الله وسماحة سيد المقاومة محذرا من عدم "اختبار قوة اسرائيل" على حد تعبيره.
ومن المؤكد ان الوقائع تظهر عكس ما تدعيه هرقليات نتنياهو وتحذيراته، اذ ان حزب الله الذي يمتلك زمام المبادرة على اكثر من صعيد لاصابة الكيان الصهيوني اصابات قاتلة، لم يعط ادنى اهتمام للضجة العسكرية والسياسية التي افتعلتها تل ابيب استنادا على اوهام وخيالات ناتجة من خوفها وقلقها الدائمين من قوة حزب الله الضاربة وقدراتها الكبيرة على احداث تغيير جيوستراتيجي في الحدود الشمالية لفلسطين وبما يقابل الجولان السوري والجنوب اللبناني وبما يصبو الى تحرير الاراضي العربية المحتلة.
نقول هذا بعدما تابعت المنطقة جولة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في السعودية والبحرين والامارات، والذي سعى فيها الى طمأنة الجيران في منطقة الخليج الفارسي لاهمية التطبيع الدبلوماسي مع اسرائيل وهي الكيان المحروم من الامن والامان منذ اكثر من سبعين عاما.
لاشك في ان فاقد الشيء لا يعطيه، كما ان السلام في المنطقة يوفره ابناؤها وليس الغزاة والمحتلون ، وعلى هذا الاساس يتعين على الجميع ان يعي حجمه ودوره وان يلتفت الى حقيقة واضحة وهي ان الكيان الصهيوني كيان عدواني محتل ومجرم ولابد ان يرحل من المنطقة وهذا ما سيتحقق على ايدي ابناء الامة الشرفاء وابطال المقاومة في العالم الاسلامي.
بقلم الكاتب والاعلامي / حميد حلمي البغدادي