جاء ذلك في كلمة سماحته في ذكرى اسبوع الحكومة امس وخلال ندوة فيديو كنفرانس خاطب فيها رئيس الجمهورية والوزراء وكبار المسؤولين السياسيين والعسكريين بهذه المناسبة التي تتزامن مع ذكرى اغتيال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابقين الشهيدين محمد علي رجائي وجواد باهنر (رحمهما الله) في 24 آب 1981.
واقع الامر ان السلوكيات الاميركية المجنونة ذهبت الى ابعد ما يكون على مستوى الاستهتار بالقيم الحضارية والقوانين الدولية الواجب الالتزام بها في التعامل مع الشعب والمواطنين والمطلوب احترامها في التعاطي مع مقدرات الامم والبلدان الاخرى في انحاء الارض.
فالولايات المتحدة دولة راسمالية امبريالية لايهمها سوى تأمين منافع الشركات الكبرى ولأجل هذا الاساس فانها تتمادى في ممارسة الظلم والعدوان والسيطرة ما اقتضت مصالحها حتى ولو كان ذلك على حساب تحطيم انسانية المواطن بين ظهرانيها او في البلدان الاخرى.
وفي ضوء ذلك اشار سماحة الامام القائد الى السياسات العنصرية للادارة الاميركية في داخل الولايات المتحدة الى جانب سلوكياتها العدوانية الرعناء في سوريا واليمن والعراق وافغانستان وقبل ذلك في فيتنام وهيروشيما باليابان.
وجدد الامام الخامنئي التذكير بشعارات الجمهورية الاسلامية الساعية الى تحقيق مستويات عليا من الايمان والعلم والعدل باعتبارها قيماً سامية يتعين التوصل اليها على ارض الواقع ، وقد قدمت ايران تضحيات عظيمة في سبيلها من امثال الشهداء السيد بهشتي والدكتور مطهري والسيد رجائي والشيخ باهنر والفريق قاسم سليماني (رضوان الله عليهم).
وحفز قائد الثورة رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء على مواصلة هذه المسيرة عبر تطوير الاداء الحكومي والاداري وبما يتناسب مع الصمود والتفاني العظيمين اللذين يجسدهما الشعب الايراني المجاهد في مواجهة اشكال الحصار ونتائج التضخم .. الصمود الذي احبط حتى الآن جميع المؤامرات الاميركية والصهيونية لكسر ارادة الجمهورية الاسلامية وتقويض المكاسب والانجازات الكبرى التي حققتها ايران في جميع الميادين والاختصاصات.
الامام الخامنئي اوصى ايضا باتخاذ سياسات اقتصادية ومالية لا تتأثر بالضغوط والعقوبات الاستكبارية والحظر الاميركي وهو ما يتطلب تضافر جهود السياسيين وذوى الرأي الثاقب واصحاب الخبرات في الاداء الحكومي بعيدا عن أية ميول او اتجاهات يمكن ان تعرقل مهمة الوصول الى الهدف.
من المؤكد ان حكومة الجمهورية الاسلامية التي لم تشهد خلال اعوامها الواحد والاربعين فترة لم يكن فيها مصاعب وتحديات وعقوبات ظالمة، مطالبة وبناء على توجيهات قائد الثورة الاسلامية المعظم بصناعة مكتسبات اقتصادية عميقة ومؤثرة في تحسين الحياة المعيشية للشعب،والحفاظ على قوة العملة الوطنية التي يعتمد عليها المواطن في تمشية اموره، والعمل على اجهاض كافة المخططات و البرامج الاميركية الهادفة الى تجويع البلاد والعباد.
ولاشك في ان المعنويات العالية التي تتمتع بها ايران على مستوى التفاف الشعب المؤمن حول قيادته الربانية وقدرتها على تطوير مقومات النهوض والارتقاء كفيلة بتحقيق الآمال الاسلامية والانسانية وذلك بالتوكل على الله تعالى.
بقلم : حميد حلمي البغدادي