لذلك يجدر بنا أن نعرف مدى تأثير أصوات المسلمين في تقرير مصير الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وما يتمخّض عنها من نتائج تفضي الى تنصيب الرئيس الجديد في 20 يناير من عام 2021 .
وقبل بضعة أشهر، كان السيد حسن القزويني [صهر السيد محمد الشيرازي] قام بإلقاء كلمة وهو يرتدي العباءة و يعتمر العمامة، طالباً من الامريكيين انتخاب بيرني ساندرز رئيساً جديداً لامريكا، و كانت تلك خطوة سابقة لأوانها، باعتبار أن ساندرز لم يكن قد حُسم ترشيحه أصلا كمنافس لترامب !وبالتالي غدت دعوة القزويني [قضية سالبة بانتفاء الموضوع] كما يقول الشيخ محمد رضا المظفر في "منطقه".
وتوقف المراقبون السياسيون عند وصف القزويني ل ساندرز بانه "شخص شجاع وشريف"! وقوله بان "هذه هي المرة الأولى التي يدافع فيها شخصٌ في امريكا عن حقوقنا كمسلمين وعرب"! معتبراً التصويت له فرصة من أجل "انتخاب عادل و منصف لامريكا"!.
ويقترن إسم "القزويني" في امريكا مع القس [تيري جونز] الذي كان قد أمر بإحراق القرآن الكريم ونفذ رغبته بيده!! إثر مناظرة جرت مع القزويني أفضت الى إشعال النار في كلام الله عزوجل!! وتسبّبت في إثارة موجة عارمة من السخط بين مسلمي العالم، وقيل كلامٌ كثير بشأن لقاءات القزويني مع كيري وباول وبوش الابن الذي غزا العراق ودمّره، لسنا بصدد التحدث عن تلك اللقاءات.
بشكل عام، ثمة من يؤكد أن اتجاهات مسلمي امريكا وميولهم عادةً ما تكون نحو ترجيح كفّة المرشح الرسمي للحزب الديمقراطي، وهذا ما شهدناه اثناء الانتخابات الأمريكية في الاعوام 2012-2016 و 2018 بما نسبته 74% ممن يحق لهم التصويت.
وباعتباري عملتُ خبيراً متخصصاً في شؤون الاقليات المسلمة في العالم، لسنوات طويلة مع الفقيد آية الله التسخيري وألّفتُ كتابا يقع في ثلاثة اجزاء [ حوالي 1000 صفحة ] عنوانه《الاقليات المسلمة في العالم》 صدر في الاعوام [2000/2001/2004] فان لمسلمي امريكا تاثيراً يتناسب وحجم الأقلية المسلمة في الولايات المتحدة ،و لهم دورهم النسبي في انتخابات الرئاسة، حيث تقول مؤسسة "بيو" للابحاث في واشنطن بأن عدد مسلمي أمريكا يبلغ حوالي ثلاثة ملايين و500 ألف مسلم في عام 2017 [موقع يورونيوز] ومن المتوقع ان يبلغ عددهم في 2050 ميلادي حوالي 8.1 مليون مسلم ، حيث يعتبر الإسلام ثاني أكبر ديانة في أمريكا بعد المسيحية بمعدل زيادة سنوية تبلغ 100,000 مسلم منذ 2011 بفضل ارتفاع معدل الخصوبة بين الأمريكيين المسلمين . و كان 73% من المسلمين البالغين قد تم تسجيلهم في عام 2019 بزيادة 60% عن 2016.
ولا بد للمسلمين والشخصيات المؤثرة في أوساطهم ومراكز أبحاثهم من دراسة مواقف الحزبَين الرئيسيَّين؛ الجمهوري والديمقراطي، تجاه قضايا العرب و المسلمين وكيفية تصرُّف البيت الأبيض تجاه المسلمين في أمريكا نفسها، وبعد ذلك ينبغي توحيد الموقف في ترجيح كفة أي ٍّ من المرشحَين والحضور الفاعل في حملته الانتخابية، تمهيداً لكسب مواقف إيجابية لاحقاً لصالح المسلمين في امريكا وخارجها، لو أراد المسلمون ان يلعبوا بمهارة ويتبوأوا مكانتهم بجدارة في اللعبة السياسية على الساحة الأمريكية.
وفي مقال لاحق سوف نسلّط المزيد من الأضواء على مواقف المسلمين الأمريكيّين تجاه الانتخابات الأمريكية .
د. رعد هادي جبارة/مؤلف وباحث متخصص بشؤون الأقليات المسلمة