قال ذلك ترامب يوم امس الاربعاء ردا على سؤال طرح خلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض، عما إذا كان يتوقع انضمام المملكة السعودية إلى الاتفاقية الاسرائيلية الاماراتية، حيث أجاب ترامب بـ"نعم أتوقع ذلك"، فيما اكدت السعودية من جانبها انها ملتزمة بالتسوية مع كيان الاحتلال الاسرائيلي على أساس مبادرة التسوية العربية، وذلك في أول تصريح رسمي منذ الإعلان عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي والذي جاء على لسان وزير خارجية السعودية الأربعاء.
وكانت السعودية قد وضعت مبادرة التسوية العربية عام 2002 حيث عرضت الدول العربية على كومة الاحتلال الإسرائيلي تطبيع العلاقات مقابل اتفاق مع الفلسطينيين لإقامة دولة والانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967.
السعودية الامارات.. سوق نخاسة لتصريف اسلحة بالية
لم يخف ترامب حقيقة سعيه لجعل الامارات والسعودية سوقا لتصريف اسلحته البالية لتصريفها في حروب هاتين الدولتين على اليمن، لكن دون الاسلحة التي قد تخل في ميزان القوى لصالح الكيان الصهيوني، اذ قال ترامب إن الإمارات مهتمة بشراء "المقاتلات إف-35" التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن، والتي استخدمتها "إسرائيل" في القتال بالفعل، مضيفا "لديهم المال ويودون طلب شراء عدد قليل من الطائرات إف-35"إ فيما كلن رئيس وزراء حكومة الاحتلال "نتن اسرائيل" افصح لسانا من أخيه الاكبر ترامب وقالها بالحرف، إن "إسرائيل" ستعارض أي مبيعات من هذا النوع للإمارات، مرجعا ذلك إلى ضرورة الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
غير ان الامارات مهتمة بشراء "المقاتلات إف-35" ومستعدة لدفع الكثير من المال لهذا الغرض.
تحضيرات لمهمة مستقبلية جديدة ينفذ اجندتها حكام الصدفة العرب نيابة عن أميركا و"اسرائيل"
المهمة الجديدة التي ترسمها حاليا الولايات المتحدة تتمحور في أرعة محاور..
المحور الاول، وكما اشار الرئيس الامركي في امكانية اعلان السعودية ودول اخرى لم يسمها.. تريد الانضمام إلى ذلك "الاتفاق" الاماراتي الاسرائيلي، ولم يذكر منها بالاسم سوى السعودية ونتوقع اعلان البحرين وربما دول خليجية اخرى، التطبيع العلني مع شقيقتهم الكبري "اسرائيل" بعد ان كان التطبيع مخاتلا مخادعا يتم من تحت الطاولة.
المحور الثاني بيع هذه المحميات الاسلحة لتدافع "كما يزعم ترامب"، عن نفسها ليس في مواجهة قوات الاحتلال الاسرائيلي انما في مواجهة دولة حاربتها الولايات المتحدة منذ تاسيس ثورتها بعد طرد شرطي المنطقة الاقوى (الشاه)، وحتى يومنا هذا.
المحور الثالث تشديد الضغط السياسي خصوصا الاممي على ايران وقد اعلن الرئيس الأمريكي إنه بصدد إخطار مجلس الأمن بأن اِدارته تنوي اعادةَ فرض جميع اجراءات الحظر الاممية على إيران التي تم تعليقها في السابق، وانه كلف وزير خارجيته مايك بومبيو بإخطار مجلسِ الامن بهذا الطلب اليوم (أمس الاربعاء)، مشيرا في الوقت نفسه الى انه سيوقع اتفاقا جديدا مع طهران في حال انتخابه لولاية ثانية، وذلك رغم تشكيك مراقبين وديبلوماسيون في مجلس الامن بقدرة الادارة الاميركية على اعادة فرض اجراءات الحظر على ايران، وذلك لكون الولايات المتحدة ليست جزءا من الاتفاق النووي منذ عام 2018.
المحور الرابع انسحاب اميركي متدرج من المنطقة وتوكيل الولايات المتحدة النائبية لبعض حكام المحميات العربية الخليجية ليكونوا شرطتها المستقبليين بدل التواجد العسكري الاميركي المباشر الذي طال عقدين من الزمن الا قليل، كي تتهيأ اميركا لماجهة محتملة لقوى الشرق العظمى (الصين وروسيا وكوريا الشمالية) التي تستعد اليوم اكثر من اي وقت سابق لمواجهة نووية مباشرة مع الولايات المتحدة، لكن دون استعداد الحلفاء الاوروبيين لحماية ترامب هذه المرة بعد تنكيله بها.