وتضطلع الجمهورية الاسلامية بدور مصيري في هذا الاتجاه لانها حريصة على استتباب الامن والاستقرار والتعايش الاخوي ولا يمكن ان تغامر او تفرط في هذه القضية باعتبارها تشكل صمام امان في المنطقة وقاعدة جيوسياسية يتعين اخذها بنظر الاعتبار من قبل صناع القرار في دول الجوار.
من المؤكد ان الجمهورية الاسلامية كانت ومازالت حجر زاوية الاستقرار في منطقة غرب آسيا، وان جميع مواقفها وسياساتها وتحركاتها الاقليمية قائمة على مبدأ احترام الجيران وسيادتهم وامنهم وحتى مساعدتهم في الاوقات العصيبة التي يتهدد فيها وجودهم عند ظهور اي تحرك او سلوك يمكن ان يعرضهم للخطر او العدوان.
لقد وقفت طهران مع الكويت ايام اجتياحه وغزوه واتخذت اجراءات سياسية وانسانية مهمة لانهاء هذا الاحتلال، الى جانب انها احتضنت الالاف من مواطني هذا البلد ايام محنتهم وتشردهم عن ارض الوطن.
كما مدّت الجمهورية الاسلامية ايدي الدعم والمساندة الى دولة قطر، حينما واجهت جفاء اشقائها الخليجيين الذين فرضوا عليها الحظر والحصار، فكانت ايران هي خير معين لها بوجه الغطرسة السعودية التي سعت الى اذلالها واخضاعها للاملاءات التي يرتئيها حكام الرياض المستكبرون.
واقع الامر ان مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي لا يمكن ان يكون له طمأنينة دون بقائها آمنة إلا اذا احترمت ايران الجار الاكبر في المنطقة وحرصت على امنها واستقرارها وثباتها واقتدارها في وجه التهديدات الاميركية والصهيونية التي تتزايد يوما بعد آخر وباشكال مختلفة.
ينبغي لمجلس التعاون الخليجي ان يكون مجلسا تحفظ فيه الثوابت المشروعة لكل بلدان منطقة الخليج الفارسي ولاسيما دولة الجمهورية الاسلامية الايرانية التي لن يحرص احد مثلها على السلام والمقدرات الخاصة بالجيران والدليل على ذلك هو تلك التجارب والمواقف النبيلة التي اتخذتها لحماية الامن الاقليمي.
الجمهورية الاسلامية تثمن تصريح مبعوث وزير الخارجية القطري لمكافحة الارهاب وتسوية النزاعات السيد مطلق بن ماجد القحطاني بشأن بيان امين عام مجلس التعاون الداعي الى تمديد الحظر التسليحي على ايران، معتبرا البيان بانه لم يتم الاتفاق عليه بين اعضاء المجلس فضلا عن انه لا يحظى بدعم قطر.
كما ان طهران تنظر بايجابية الى علاقاتها مع الدول العربية والخليجية الصديقة التي ترفض التواجد الاجنبي وتندد بالخطوات الاميركية للضغط على الجمهورية الاسلامية.
مجلس التعاون الخليجي مدعو الى اعادة النظر في التواجد الاميركي والبريطاني وحتى الاسرائيلي على اراضي الدول الاعضاء فيه، وذلك بلحاظ القواعد الاجنبية العديدة التي تشكل بؤرا للتوتر ومنطلقا لتنفيذ الارهاب الدولي، كما حصل في اغتيال الشهيدين الفريق قاسم سليماني والحاج ابو مهدي المهندس، حيث اكدت مصادرنا العسكرية ان الطائرات المسيرة لاستهداف هذين القائدين الكريمين انطلقت من قائدة اميركية موجودة في احدى الدول العربية الخليجية.
ان الجمهورية الاسلامية ستبقى على الدوام ركيزة اساسية في ثبات الخليج الفارسي ومنطقة غرب آسيا، وهي اذ تدافع عن حقوقها المشروعة في امتلاك نواصي القوة وجهوزية الدفاع، فلأن هذا يصب في حماية الامن والاستقرار الاقليميين والدوليين البتة.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي