وأوضح مؤشر جودة الهواء (AQLI) أنه بينما يسابق العالم للعثور على لقاح للسيطرة على جائحة "كوفيد-19"، فإن تلوث الهواء سيستمر في جعل حياة الملايين من الناس أقصر وأكثر مرضا، في جميع أنحاء العالم.
ويحوّل المؤشر تلوث الهواء الجسيمي - بشكل رئيسي من حرق الوقود الأحفوري - إلى تأثيره على صحة الإنسان.
ووجد أنه على الرغم من الانخفاضات الكبيرة في الجسيمات في الصين - واحدة من أكثر دول العالم تلوثا – إلا أن المستوى العام لتلوث الهواء ظل مستقرا على مدار العقدين الماضيين.
وفي بلدان مثل الهند وبنغلاديش، كان تلوث الهواء شديدا لدرجة أنه يخفض الآن متوسط العمر في بعض المناطق، بما يقرب من عقد من الزمان.
وقال معدو البحث إن نوعية الهواء الذي يستنشقه العديد من البشر، يشكل خطرا صحيا أعلى بكثير من "كوفيد-19".
وقال مايكل غرينستون، مؤسس AQLI: "على الرغم من أن خطر فيروس كورونا كبير ويستحق كل جزء من الاهتمام الذي يحظى به، فإن احتضان خطورة تلوث الهواء بقوة مماثلة سيسمح لمليارات الناس أن يعيشوا حياة أطول وأكثر صحة".
ويعيش نحو ربع سكان العالم في 4 دول فقط من جنوب آسيا، وهي من بين البلدان الأكثر تلوثا - بنغلاديش والهند ونيبال وباكستان.
ووجد AQLI أن هؤلاء السكان سيشهدون انخفاضا في عمرهم بمقدار 5 سنوات في المتوسط ، بعد تعرضهم لمستويات تلوث أعلى بنسبة 44% عما كانت عليه قبل 20 عاما.
وأوضح المؤشر أن التلوث بالجسيمات يشكل أيضا "مصدر قلق كبير" عبر جنوب شرق آسيا، حيث تتحد حرائق الغابات والمحاصيل مع أبخرة المرور ومحطات توليد الطاقة لتوليد الهواء السام. ويعيش زهاء 89% من سكان المنطقة البالغ عددهم 650 مليون نسمة، في مناطق يتجاوز فيها تلوث الهواء المبادئ التوجيهية الموصى بها من منظمة الصحة العالمية.
وفي حين نجحت أماكن مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان في تحسين جودة الهواء، ما يزال التلوث يحصد متوسط عامين من متوسط العمر المتوقع في جميع أنحاء العالم، حسب قول AQLI.
وتبين أن بنغلاديش لديها أسوأ نوعية هواء، وسيفقد نحو 250 مليون من سكان الولايات الشمالية في الهند، ثماني سنوات من العمر في المتوسط ما لم تتم السيطرة على التلوث.
وأظهرت العديد من الدراسات أن التعرض لتلوث الهواء هو أيضا عامل خطر رئيسي لـ"كوفيد-19"، وحث غرينستون الحكومات على إعطاء الأولوية لجودة الهواء بعد الوباء.