وتوصل باحثون بريطانيون وألمان كذلك إلى أن ارتفاع مستويات الحديد في الدم يقصر العمر، في حين إذا بقي محتوى هذا العنصر النادر في الجسم ضمن النطاق الطبيعي، فإن التغييرات المرتبطة بالعمر على العكس تتباطأ.
ومن المعروف أن الحديد يؤثر على القدرة على مكافحة العدوى. ويتم رصد في العديد من الحالات المرضية المرتبطة بالعمر، مثل باركنسون أو تلف الكبد، كميات عالية جدا أو منخفضة جدا من هذا العنصر، لذلك، اقترح العلماء أن أيض الحديد هو عامل مهم في الميل إلى طول العمر والصحة في الشيخوخة.
هذا ما يؤكده تحليل مجموعة ضخمة من البيانات الجينية التي تم الحصول عليها من قواعد البيانات الدولية المفتوحة. اتضح أن مناطق الحمض النووي المرتبطة بهذه المؤشرات تؤثر أيضا على استقلاب الحديد.
يشير القائمون على هذه الدراسة العلمية إلى أن نتائجهم تكشف سبب ارتباط الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء الغنية بالحديد بخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالعمر، وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية.
ولا يستبعد الباحثون أن الدواء، الذي ينظم مستوى الحديد في الجسم، لا يتيح إضافة عدة سنوات إلى الحياة فحسب، بل يضمن أيضا شيخوخة صحية ونشطة.
واستنتجت عدة دراسات متزامنة أن متوسط عمر الإنسان المتوقع يعتمد بشدة على النوع، وذلك لأن الإناث في جميع أنواع الثدييات تعيش تقريبا في المتوسط أطول من الذكور.
كما وجدت دراسة عملية لخبراء أمريكيين أن طريقة نظر الشخص للحياة والعالم تؤثر على متوسط العمر المتوقع، واستنتج الخبراء أن الأكثر تفاؤلا كقاعدة يعيشون أطول بنسبة تتراوح ما بين 11 – 15%.
واللافت أن فريقا دوليا متخصصا، توصل إلى أن الاستعداد الجيني للتعلم له أيضا دور في إطالة العمر، وأنه كلما ارتفعت درجة مجموعة من المتغيرات الجينية التي يحدد علماء الأحياء من خلالها الرغبة في المعرفة، كلما طالت فترة حياة الشخص، إلا أن الخبراء يشددون على أن مثل هذا الاستنتاج تم الكشف عنه إحصائيا فقط.