ما كشف عنه العميد امير علي حاجي زادة قائد القوة الجو فضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية، حول اطلاق صواريخ باليستية من اعماق الارض وللمرة الاولى في العالم، هو انجاز عظيم ومن العيار الثقيل حيث تقوم هذه الصواريخ بشق الارض دفعة واحدة والانطلاق نحو الاهداف المحددة وتدميرها.
المراقبون يرون ان مناورات الرسول الاعظم الكبرى الرابعة عشر في مياه الخليج الفارسي ومضيق هرمز والتي اشتملت على استهداف مجسم حاملة طائرات، لها رسالة ذات دلالات عميقة على مستوى تحدي الامكانات العسكرية العملاقة التي تتباهى بها الولايات المتحدة وحيلفاتها الغربية والتي تحاول بها ارهاب دول المنطقة سيما دول محور المقاومة.
فالواقع ان هذا التوجه يعطي صورة واضحة للعالم اجمع عن وجوب استنفار القدرات الذاتية للامم والشعوب في سبيل الدفاع عن حرماتها وتطلعاتها وحقوقها بالاضافة الى حماية أمنها واستقرارها في مقابل التهديدات الخارجية.
وعلى هذا الأساس فإن الجمهورية الاسلامية اصبحت اليوم أكثر إصراراً وتصميماً على إظهار حضورها الدفاعي المقتدر في الخليج الفارسي للسيطرة على التحركات المعادية وبخاصة الاميركية منها والتي باتت تشكل خطراً مهدداً للسلام الاقليمي ومنطلقاً لاعمال قرصنة تتخذ أشكالا بحرية وجوية كما حصل مؤخراً في قيام مقاتلات اميركية بارهاب طائرة ركاب مدنية ايرانية في الاجواء السورية.
لقد خلقت الولايات المتحدة أوضاعاً متوترة وقلقة جداً في منطقة غرب آسيا تقترب من كونها اجواء حرب استفزازية اوجدتها لتكريس تواجدها الاحتلالي اللامشروع في مناطق بالعراق وسوريا، ومن مظاهرها قيام اميركا بقصف قواعد عسكرية تابعة للحشد الشعبي بالقرب من بغداد، حتى وكأنه ليس هناك سيادة للعراق على أرضه ومنشآته ومعسكراته.
الامام الخامنئي (دام ظله) أشار في رسالته للمسلمين امس الاربعاء بمناسبة مراسم الحج العبادية الى حضور اميركا في المنطقة قائلا: ان نظام الولايات المتحدة هو اكبر نظام غادر وشيطان وقاطع للطرق في هذا العصر وهو سبب انعدام الامن، وتفشي الدمار في غرب آسيا.
المؤكد ان تطوير الجهوزية الدفاعية الايرانية عامل أساسي في استقرار المنطقة وضرورة قصوى للجم السلوكيات العدوانية الاميركية والصهيونية اضافة الى انه في خدمة محور المقاومة ومتطلباتها الاستراتيجية، ويعمل القمر العسكري الإيراني نور - ١ حاليا وهو في مداره على ارسال صور دقيقة من فوق القواعد الأميركية والأراضي الفلسطينية المحتلة، وقد صرح مسؤول كبير بأن صواريخنا الدقيقة التي حققت توازن الرعب باتت الآن تقض مضاجع زعماء واشنطن وتل أبيب.
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي