يوم امس قرر وزير حربهم نشر المدفعية وقوات اضافية شمال فلسطين المحتلة، ترقبوا، تحدثوا عن رسائل تهدئة مع الحزب، والكثير من القنوات طاشت فوق حروف رسائل ما كان يعلمها غير الله والكيان الصهيوني وقيادة حزب الله، هذا إن كانت فعلا قد خطت او بعثت، اضحكني كثيرا كيف ان المراسل الفلاني كشف عن تلك الرسائل.
جاء نهار اليوم واشتد توتر حكومة رئيسها المتوتر بملفات فساد ومظاهرات، تطالبه بالرحيل لفساده ولفشله، وعندما تراجع صوت الساسة في تل ابيب، افلتوا اعلامهم من عقاله وعقله، ومشى بخطى التمثيل والرقص فوق جراح مستوطنيين يحتشدون امام مقر رئيس الحكومة نتانياهو، بعضهم يريد الخبز وبعضهم يريد محاكمة الفاسد نتانياهو، دون مقدمات مقنعه، وعند لحظة ميلان قرص الشمس قليلا مخففا من وهج ناره، التي كوت المنطقة لليوم الثالث، وقف اعلاميون صهاينة كانوا دوما يتباهون بالنزاهة والصدقية الصحفية، وقفوا يتلون على الجمهور الغاضب بيانات امنية صيغت في معاقل وزارة الدفاع الصهيونية وغلفوها بصيغ اعلامية، ليزفوا لنا خبر تفوق جيشهم وقتله لخلية من حزب الله، بعد إفشال مخططها بضرب الميركافاه الصهيونية، وان عناصر حزب الله باتوا جثثا امام تفوق المقاتل الصهيوني، ارادوا ان يقولوا للمتجمهرين عند ديوان رئيس الوزراء ويريدون محاكمته، ان يكفوا لأنه مخلصهم الاوحد، ولأنه ملكهم الاصوب، لا غرابة من اعلام انتصر لرواية جيشه ومؤسسته الامنية، كل الغرابة ان قنوات عربية عريقة حللت، واستضافت الخبراء وسرحوا ومرحوا في توصيف المعركة، التي لا مصدر لها سوى اعلام القنوات الصهيونية المبرمجة في لحظة هجوم على الوعي العربي.
بعد ساعة من الصراخ الاعلامي والعويل الامني والهسترة في معركة الوهم، قالوا قتلنا خلية حزب الله، وبعد اقل من نصف ساعة غيروا وبدلوا حسب ما يتطلبه امر السياق الاعلامي لهجمة الوهم، فاتحفونا ان خلية حزب الله انسحبت دون اصابات، نحن لم نسمع في كل التاريخ، عدا ملحمة جلجامش كيف ينسحب الميت.
خالد صبارنة، إعلامي